المسجد الأقصى الحبيب على قلوب المسلمين عامةً والفلسطينيين خاصة·· دُرة فلسطين·· أُولى القبلتين، ثاني مسجد بني في الأرض، وثالث مسجد تُشدُّ إليه الرحال·
قَالَتْ مَيْمُونَةُ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: (أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، إِيتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ)· قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ: (أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ مَحْمَلًا إِلَيْهِ ؟) قَالَ: (فَلْيُهْدِ لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ، فَمَنْ أَهْدَى إِلَيْهِ شَيْئًا كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ)·
ونحن يا رسول الله: لا نستطيع أن نرتحل إليه ونصلّي فيه رغم أنه يبعد عنا كيلومترات معدودة فقط! أما الزيت الذي نهديه للقدس والمسجد الأقصى فهو دمنا الذي يسكب من شباب فلسطين المسلم ورجالها ونسائها وأطفالها كي تبقى قضيَّة المسجد الأقصى متقدة مشتعلة في قلوب المسلمين في ربوع العالمين·
ولقدسيَّة وعظمة ومكانة المسجد الأقصى عند الله تعالى فقد أُسرى برسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المسجد الحرام إليه ليكون منطلق المعراج إلى السماوات العُلا· قال الله تعالى: ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ))· فقد بارك الله تعالى في فلسطين ودرتها القدس·· بارك في أرضها وشجرها وشعبها حتى حجرها·
بها الطائفة المنصورة التي أخبر عنها رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)· قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: (بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)·
أبشروا يا شعب فلسطين فأنتم إن شاء الله تعالى على الحق منصورون لأعدائكم اليهود ومن والاهم قاهرون ولا يضركم من خذلكم ولا من تخلى عنكم من العرب والمسلمين وستبقون كذلك حتى يأتي نصر الله الذي وعده لعباده المخلصين في سورة الإسراء حيث قال لبني اسرائيل: ((فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً))·
ونحن نعيش إفساد بني إسرائيل الثاني وعلوهم الكبير إلى الهاوية وسندخل المسجد الأقصى إن شاء الله كما دخله المسلمون الأوائل بقيادة سيدنا عمر بن الخطاب وسندمِّر ما علا من كيانهم تدميراً، لكن السؤال: ما هي صفات هؤلاء الذين سيدخلون المسجد الأقصى فاتحين؟
إنهم كما قال ربنا سبحانه وتعالى ((عِبَاداً لَّنَا))· عباد لله تعالى، ليسوا عباداً لشهواتهم، ليسوا عباداً للشيطان وأعوانه··· يتمسكون بالقرآن الكريم يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، يُحلِّون حلاله ويحرِّمون حرامه·· يطبقون سنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ويهتدون بسيرته العطرة·· رهبان بالليل فرسان بالنهار·· تعرج قلوبهم لله تعالى خمس مرات في اليوم والليلة فقد فقهوا بأن للصلاة قدرا عظيما عند الله تعالى حيث فرضها من فوق سبع سماوات ليلة المعراج·
منقول