كان الإمام محمد الغزالي رحمه الله دائما يكرر في أحاديثه وبعض كتبه مقولته الشهيرة "لو كنت أمريكيا ما دخلت الإسلام ، ولو أ ن المسلمون قالوا لكل السلع عودي من حيث أتيت لمشوا حفاة عراة..! " ويقصد أن الغرب المسيحي لو أنه نظر إلى حال شعوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها المستهلكة لكل شيء ، ما شجعه ذلك على الدخول في دين الله الذي ارتضاه للناس كافة ،ولكن لحسن خاتمتهم وطالعهم أنهم اطلعوا على الإسلام عن طريق الدراسة والكتب ..؟ إن حال المسلمين اليوم لا يسر عدوا ولا صديقا، فهم في الحضيض الأسفل ،بأسهم بينهم شديد ،يأكلون مما لا يزرعون ويلبسون مما لا يغزلون..!
فهاهم من يسمون بالمسلمين والمجاهدين في أفغانستان وسوريا وليبيا والصومال يتقاتلون على بقايا تمرة كما قال الشاعر "نزار قباني " وعلى بقايا دولة ،حيث أساءوا إلى الإسلام وبقية المسلمين البسطاء و الشرفاء ، وهم بهذا الفعل المشين أعطوا فرصة للغرب بجميع ألوانه وأطيافه لكي يكره الإسلام ويمقت المسلمين..؟
فهل يعقل أن تتعاون دول المسلمين مع أعداء الملة والشعوب على تقتيل أبناء الأمة بحجة محاربة الإرهاب والتطرف الديني ،حتى أن الكثير من الناس المحايدين في الغرب المسيحي علقوا على تصرف الحكومة خاصة الباكستانية بقولهم :" أن الجيش الباكستاني يقتل أبناء شعبه إرضاء لرغبة للإدارة الأمريكية ، التي ربما تسعى إلى تقسيم باكستان إلى ثلاث دويلات متناحرة" .
فلا تجد مكانا يذكر فيه دولة إسلامية إلا وتجده يعج بما هو يسيء إلى الإنسانية و يوقف السلام والازدهار ، تنمية متوقفة في الكثير من المواقف والجهات ،وإرهاب تقتيل و حروب وتدمير،وهذا هو بيت القصيد الذي يجب أن تتداركه وتعرف سره كل الأمة الإسلامية،فمتى ندرك ذلك كشعوب تعدادها مليار ونصف المليار من البشر..؟!
منقول