في الوقت الذي كان قلة من الشيوخ وأهل التقوى يضرعون إلى الله أن ينزل من السماء مطرا بعد بدأت تلوح بوادر الجفاف، كان مئات من الناس في المطار، على الأعصاب ينتظرون مشاركة جزائرية شاركت في برنامج "آراب أيدل" وهو برنامج غنائي فضائحي، مستنسخ من الغرب، ليهتفوا باسمها واسم الجزائر، ولا أعرف صراحة هنا علاقة الجزائر كدولة وحضارة وتاريخ بمشاركة متسابقة في برنامج يرى الكثير من الجزائريين أنه غير أخلاقي، والأكثر من هذا أحيطت " المخلوقة " بهالة من الاستقبال الرسمي والحماية الشخصية، لم تحصل حتى لبعض الشخصيات، والسؤال الأبرز ماذا ستستفيد البلاد من هذا الأداء والمشاركة في هذا البرنامج سياحا واقتصاديا واجتماعيا؟ ربما لو كانت ثمة فائدة من هكذا برنامج نرجوها منه لهان الأمر ولكن والحال على ما هو عليه فإن الأمر ليس محيرا فقط بل غريب وعجيب، بعدما صار النجاح في هذه البلاد يتعلق بالرياضة والموسيقى، بينما هناك مجالات علمية وتقنية حقق فيها الجزائريون نجاحات باهرة ولا احد التفت عليهم من أجل مساعدتهم لتطوير برامجهم لتطوير البلاد،و بعد هذا كله ننتظر المطر والخير العميم، والصراحة باتت الخشية ليس من الجفاف بل من ان تمطر السماء حجارة علينا بعد أن وصلنا للحال الذي نحن عليه وما عدنا نفرق بين الحق والباطل فصار الباطل حقا والحق باطل، والظاهر أنه ينقصنا مصالحة كبيرة ليست مع بعضنا البعض وفقط بل مع هذا الوطن وخالق هذا الوطن، قبل ان تمطر السماء حجارة من سجيل .
منقول