بداًت يا باريكي فاًكمل

السلام عليكم :

هذه مدينة بريكة يشق سد كولاس اغلب احيائها العتيقة وتتفرع منه خطوط رقراقة وكثيرا من الاحيان موحلةيسمونها*لفراض* ..... كنا نتأمل منظر مياه الوادي وهي تنساب فيه ونتفقد ما ياًتي به الجرف الهائل واكثر ما كان يلفت انتباهنا نحن الصغار هو التنافس على القفز فوق السد من جانب الى جانب .......... غير ابهين بالخطر

بينما تجلس امي الى جفنتها تدور فيها كفاها بسرعة رهيبة صعودا ونزولا وقد وضعت قدرها على النار ترتفع من جوانبه رائحة اللفت المسلوق كنت اقرف كثيرا منه لان امي تصر دائما ان يكون عشاؤنا *بربوشة بالحليب*كنت اسرح بعيدا بنظري الى النار المتقدة اتمنى عودة والدي المغترب لناًكل اللحم ونلبس الجديد فالعيد ما زال بعيدا

غرفة نومنا للجميع انزوى *القش* بعيدا مرتبايحمل الافرشة والاغطية والحقائب التي تتكدس فيها الملابس واسفل منه القصاع والقدوروالجفان وجرات الزيتون وبراميل الفلفل المصبر وفي ناحية منه انتظمت *المزاود* كجنود يحمل كل مؤونته

كانت هذه الاخيرة مصنوعة على شكل قرب صلعاء ملونة وقد زينت اطرافها بمربعات من القماش المطرز تتعدى الاحدى عشر كثيرا ما عبثت بها

حتى الوسائد الطويلة كانت هي الاخرى مرتخية تطاوعني كلما راقصتها .........و المنسج قائم على قوائم تخيفني ليلا وتسرق النوم من عيني حينها اندس في فراشي عميقا حتى لاتطالني يد مرتقبي حتى اذا صاح الديك وانشق النهار زال عني هاجس الليل وانطلقت كعصفور مشاغب العب واجري وكم تكون فرحتنا كبيرة عندما نسمع دوي الطبل والمداح فنعرف انها ناقة قديشة وما تحمله من تفاريح فنحمل لها من كل ما سهل اوحتى ثقل حمله كل حسب ايمانه بتلك الخرافة القديمة التي كنا نتتبعها ونسمع مواويل مداحها وننقل اليه رغبات بعض النسوة في دعاء او ان يؤدي اغنية يردنها فكنا نتشرف ان نكون اتباعا لهذا الدرويش الذي يشبه البهلوان حتى اذا حل المساء تفرقنا في الحقول كالجرذان نبحث .عن اعواد يابسة للكانون الذي تتقد لنا جمراته وتبتسم فندفن في جوفه حبات من البطاطا الصغيرة اواللفت ينتهي مذاقها في افواهنا احلى من العسل.............

إليك الخط]