ارتأيت من طرح موضوعي الثاني في هذا المنتدى الذي أتمنى له ولمشاركيه كل التوفيق ، أن أطرح مشكلة تربوية هامة ، واعتقادا مني بأن المعلم مهما تحصل على درجات عالية من الكفاءة العلمية و المعرفية يبقى عقيما ودون ذا جدوى إذا لم يمتلك الكفاءات المنهجية اللازمة لإيصال المعرفة لتلاميذه ومن هذا المنطلق ارتأيت أن يكون الموضوع هذه المرة على علاقة مباشرة بالتلميذ باعتباره محور العملية التربوية ، وألتمس من زميلاتي وزملائي الكرام ، أن يولوه اهتماما خاصا وأن يثروه بمناقشاتهم الهادفة ، وفقكم الله .إثـــارة الدافعيـــــة عند المتعلميــــــن :
يتوقع من المعلم الناجح أن يستشير دافعية تلاميذه للتعلم ، وعلى مدى هذه الاستشارة يتوقف نجاح الموقف التعليمي ، فما هي الدافعية ؟ وما أسباب تدنيها لدى التلاميذ أحيانا ؟ وما أساليب معالجتها لدى المتعلمين ؟ وهل توجد إستراتيجيات محددة لإثارتها لدى المتعلمين ؟مفهــــــــوم الدافعيــــــــة :
الدافعية هي " حالة المتعلم الداخلية التي تحرك سلوكه و أداءه ، بما يوجه السلوك ويعمل على استمراره وتوجهه لتحقيق هدف معين " أو هي " حالة داخلية تحرك أفكار المتعلم ، ومعارفه ، ووعيه وانتباهه ، وتلح عليه بالاستمرار للوصول إلى أهدافه " كما تعرف بأنها " حالة استشارة داخلية ، تحرك المتعلم لاستمرار أقصى طاقاته ، بهدف إشباع رغباته ودوافعه المعرفية ، وتحقيق ذاته " . وانطلاقا من التعريفات السابقة لمفهوم الدافعية ، يمكن اعتبارها ركنا رئيسيا للتفاعل الصفي ، ولتحقيقها لابد من أخذ الأمور التالية بعين الاعتبار :- توفير ظروف مساعدة على الاهتمام بموضوع التعلم ، وحصر انتباه التلاميذ فيه . - توفير الظروف المشجعة للتلاميذ على الإسهام في الأنشطة التعليمية الموجهة نحو تحقيق الأهداف التعليمية المحددة .- المحافظة على انتباه التلاميذ إلى ما يجري من نشاط تعليمي / تعلمي ، يربط بموضوع التعلم .عوامل تدني الدافعية عند المتعلمين :
- عدم توفر الاستعداد للتعلم ، الاستعداد العام والاستعداد الخاص من قبل المتعلم .- ممارسات بعض المعلمين السلبية أحيانا ، وعلى عكس ذلك فالمعلم الكفء النشيط يؤمل أن يكون نشطا ، مخططا ومنظما ، قائدا تربويا ، مثيرا لدافعية تلاميذه ، - الروتين اليومي للمعلم وعدم اكتشاف حاجات ، واستعدادات التلميذ . - عدم القدرة على تحديد الأهداف - إهمال أساليب التعزيز التي تستثير التلاميذ و تشجعهم .- إهمال أنشطة التلاميذ وتفاعلهم و حيوتهم. - استخدام الدرجات كأسلوب عقاب ضد التلاميذ .- جمود وجفاف البيئة المادية ( حجرة الصف ) و الجو العام ، والإدارة .- إهمال استخدام الأسئلة المثيرة للتفكير .- عدم إتاحة الفرصة للتلاميذ ، لإبداء الأراء .- سيطرة المزاجية على تصرفات بعض المعلمين مع التلاميذ .- قلة استخدام الوسائل التعليمية التي تثير حيوية التلاميذ.أساليب معالجة تدني الدافعية لدى المتعلمين :
- تحديد الأهداف العامة و الخاصة ، التي تؤدي لفهم ، واكتشاف سلوك المتعلم وانتقاء الأسلوب الملائم المثير للدافعية .- إتاحة الفرصة أمام المتعلمين للتعلم بالطرق التي يفضلونها .- تكليف المتعلمين بأنشطة للتعلم في حدود إمكانياتهم .- إظهار الاهتمام بما تعلمه المتعلمون ، أكثر من الاهتمام بالعلامات التي حصلوا عليها .- إتاحة الفرصة أمام المتعلمين لاستخدام ما يتعلمونه في معالجة مشكلات أخرى .أنواع الدافعية :
أ- الدافع الداخلي و الخارجي : فالتعزيز من المعلم ، وأساليب الحفز المادي والمعنوي للمتعلم تعد دافعا خارجيا لاستثارته . في حين يعد الرضا ، و الموافقة ، و الحماسة للعمل التي يبديها المتعلم دوافع داخلية إستراتيجيات إثارة الدافعية :
- ربط أهداف الدرس بالحاجات النفسية ، والذهنية ، والاجتماعية للمتعلم .- تنويع الأساليب ، و الأنشطة التعليمية في الحصة الواحدة .- بناء وتصميم أنشطة تعليمية مناسبة لقدرات التلاميذ واستعداداتهم .- مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين .- استخدام الأسئلة السابرة ، والمثيرة للتفكير .- التنويع في نبرات الصوت ، والتعبير بملامح الوجه ، واستخدام الحركات ، والإشارات الهادفة .- الإعداد الجيد للدروس ( التخطيط المكتوب والذهني ) - الموضوعية في التعامل مع التلاميذ .- ابتكار الأساليب الفاعلة المناسبة لكل تخصص ، والبحث عن الجديد دوما والابتعاد عن الروتين اليومي .- استخدام الاستراتيجيات التي تستند إلى النظريات المعاصرة مثل : التعلم .