تتعرض أمتنا الإسلامية مرة أخرى لإهانة مقدساتها والمس بمشاعرها وكرامتها، حيث تتابع بغضب
وألم شديد ما نال نَبِيَّها الحبيبَ المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام من أذى على يد عصابة
من الحاقدين مثيري الفتن ومشعلي الحروب.
إن هذا الأذى وهذه الإهانة يتمّان ومنذ سنوات بمكر ممنهج وخطة جهنمية، فعلى رأس كل بضع
سنين يستفز واحد من المخبولين المتعصبين والمرضى النفسيين المهووسين عواطف المسلمين
بالنيل من دينهم ونبيهم زاده الله رفعة وشرفا وتعظيما ومهابة. ولعل الذي يميز هوس هذه الكَرَّةَ
الظرف والسياق الذين تعيش فيهما أمتنا، بعد بداية هبتها ونهضتها السنة الماضية، فكأن خفافيش
الظلام هالهم أن يُكبر العالم استيقاظ الأمة من جديد، وأن يحترم أخذها زمامها بيدها، ويُقدّر
إطاحتها بطواغيتها الخانعين وتشوفها إلى الانعتاق من الذل والتبعية، فأرادوا –خيب الله مسعاهم–
أن يعودوا بالعالم إلى العشرية السوداء السابقة، خاصة إذا لاحظنا تزامن هذا الكيد مع ذكرى 11
شتنبر، ووصول الانتخابات الأمريكية إلى أدق مراحلها.
إنه كما لا يجوز شرعا ولا عقلا أن تصمت الأمة عن إهانة أقدس مقدساتها، وعن الغضب لرسولها
الحبيب المفدى الحريص عليها العزيز عليه عنتها الرؤوف الرحيم بها، فتقابله -ولو بجهد المقل العاجز-
ببعض تلك المعاني، لا يجوز كذلك شرعا ولا عقلا أن تراق دماء الأبرياء في ردَّات فعل هوجاء، وأن
تنساق الأمة وأن تنطلي عليها الخدعة فتحقق أهداف الماكرين المستفزين فتتجاوز الحدود وتؤاخذ
الجميع حكومات وشعوبا وأشخاصا بجريرة ووزر العصابات الصهيونية الصليبية التي علمنا سبحانه
أنهم كلّما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين .
1. هذه الأعمال المقززة الحقيرة لن تنال ذرة من رسول الله الرحمة المهداة للعالمين ومن محبة أمته
له عليه الصلاة والسلام، بل هي فرصة -مع ما فيها من ألم- لتجديد العهد والصلة به والرجوع إليه
وإلى سنته، وفرصة ليعرف الكثير من أحرار العالم ويبحثوا عن حقيقة هذا النبي الكريم.
2. هذه الاستفزازات لا يمكنها أن تنسي الأمة تعاليم نبيها من تعظيم كل الأنبياء عليهم الصلاة
والسلام، والبر والقسط إلى جميع المخالفين لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم
يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم. إن الله يحب المقسطين .
3. ما ترتب عن هذا الهوس المسمى زورا وبهتانا فلما، وما يمكن أن يترتب عنه، ينبغي التعامل معه
بحذر وحكمة عاليتين، وتحقيق وتتبع نزيهين، حتى لا نسمح لأعداء الإنسانية تجار الدماء بتسميم
الحاضر والمستقبل.
4. على عقلاء العالم حكومات وشعوبا ومفكرين وحقوقيين وإعلاميين وفنانين... أن يقفوا صفا واحدا
في وجه هذه الأعمال الساقطة التي تهدد السلم والأمن العالميين.
5. على أصحاب القرار على المستوى الأممي أن يصدروا من القوانين ما يجرم مثل هذه الأعمال
التي تسيء إلى الأنبياء والأديان والمقدسات، فلا علاقة من قريب ولا من بعيد بين حرية التعبير
وبين انتهاك أخص خصوصيات الأمم والشعوب.
6. يجب سحب هذا العمل التافه من التداول فورا وتحريك المساطر القانونية بكل جرأة لمتابعة
أصحابه.
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمومنين رؤوف رحيم فإن تولوا
فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم .