قال عليه الصلاة والسلام: أتاني جبريل فقال: يا محمد مَن أدرك رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله· قل آمين· قلت: آمين· رواه ابن خزيمة والحاكم وصححه·
فعلى المسلم أن يستغلّ هذا الشهر ليرفع لِنفسه ذِكْرها، وذلك بكثرة العمل الصالح الذي يرفع قَدْر الإنسان في الدنيا وفي الآخرة ..
أما في الدنيا فـ (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)
وبالأعمال الصالحة تُنفّس الكُربات، وتزول الشدائد، كما في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فدعوا الله بِصالح أعمالهم، ففرّج الله عنهم، كما في الصحيحين·
والعمل الصالح مِن أسباب استجابة الدعاء، وفي الحديث: إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَاسْتُجِيبَ الدُّعَاءُ· رواه الإمام أحمد شعيب الأرنؤوط: حسن لغيره· وصححه الألباني·
وسبق تفصيل أكثر في (دعوة صائم)·
والأعمال الصالحة أُنْس الإنسان في قبره ··
وفي الحديث قال في شأن المؤمن إذا وُضِعَ في قبره: ويأتيه رَجُل حَسَن الوَجه حَسَن الثياب طَيِّب الرِّيح، فيقول: أبشر بالذي يَسُرّك، هذا يومك الذي كنت تُوعد، فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه يجئ بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح· رواه الإمام أحمد· وصححه الألباني والأرنؤوط·
والأعمال الصالحة هي سبيل الاجتياز على الصراط ··
قال عليه الصلاة والسلام: يَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ· رواه البخاري ومسلم·
وهي سبيل الرِّفْعة في المنازل في الجنة ··
قال عزّ وَجَلّ: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وقال عليه الصلاة والسلام: إنَّ أهْل الْجَنَّة يَتَرَاءَون أهْل الغُرُف مِن فَوْقِهم كَمَا تَتَرَاءَون الكَوْكَب الدُّرِّي الغَابِر في الأُفُق مِن الْمَشْرِق أوْ الْمَغْرِب، لِتَفَاضُل مَا بينهم· قالوا: يا رسول الله تلك مَنازل الأنبياء لا يَبْلُغُها غَيرهم ؟ قال بلى والذي نفسي بيده، رجال آمَنوا بالله وصَدَّقُوا الْمُرْسَلِين·