ما حدث من اغتيال لثلاثة من المسلمين من أسرة واحدة بولاية "نورث كارولاينا" إذ لقوا حتفهم بيد متطرف أمريكي في العقد الرابع من عمره يُدعى "كريج ستيفن هايكس"، اقتحم بيتهم وقتلهم بدم بارد، لا لشيء إلا لأنهم مسلمون، يدل دلالة واضحة أن التطرف والإرهاب ليس صناعة عربية-إسلامية محضة كما يزعم الزاعمون، وإنما هي صناعة غربية قديمة جديدة، غير أنها أُلصقت بالمنتسبين للإسلام عن مكر لتشويه صورته وصورة الأمة التي تنتسب إليه..!
ويظهر هذا المكر جيدا من خلال تعامل السلطات الغربية مع كثير من الحوادث التي ذهب ضحيتها المسلمون حيث يكون الاستنكار باردا، هذا إن كان، أما إذا كان المصاب غربيا أو يهوديا فالدنيا تقوم ولا تقعد، مثلما حدث مع "شارلي إيبدو" التي تحرك لقتلاها العالم كلهم، وفي طليعتهم الساسة...ولم نشاهد هذا التحرك والتفاعل والتنديد حين قُتل المسلمون الثلاثة في ولاية "نورث كارولاينا"، بل حين قُتل الآلاف من المسلمين في بقاع كثيرة من العالم، إذ منهم من ذُبّح، ومنهم من أُحرق، ومنهم من قُتل بالغارات الجوية، فلم يسلم من هذا الإرهاب حتى الأطفال والشيوخ والعجائز والنساء..!
لقد تعامل الإعلام الغربي مع حادثة "نورث كارولاينا" التي قُتل فيها الشبان المسلمون الثلاثة الأبرياء بدم بارد بيد الإرهابي الأمريكي المتطرف بنوع من اللامبالاة أو كأنه "لا حدث" لأن الضحايا "مسلمون" والقاتل "أمريكي"، فالقضية مجرد حادث عابر لا يحمل أي دلالات ولا يُعبر عن الروح الغربية المحبة للسلام والمحترمة للحياة الإنسانية، وهذا ما عبرت عنه وكالة أنباء "فرانس برس" حين علقت على حادث مقتل الشبان المسلمين الثلاثة: "لم يمر حادث مقتل ثلاثة طلاب مسلمين في جامعة أمريكية ليل الثلاثاء على يد شخص سلم نفسه واعتبرته الشرطة شخصًا "معاديًا للأديان" دون إثارة الجدل مجددًا حول تغطية الإعلام الأمريكي للجرائم في حق المسلمين".
إن تعامل الإعلام الغربي مع الأحداث والقضايا حين يتعلق الأمر بالمسلمين يكون في الغالب تعاملا منحازا غير مهني وغير أخلاقي، والمؤسف أن ردود الفعل العربية والإسلامية حين تُزهق الأنفس البريئة في العالمين العربي والإسلامي لا تكون قوية، خاصة من جانب "المسؤولين" الذين لا نسمع لهم تنديدا ولا نرى لهم فعلا يُعبر عن مساندتهم للضحايا ويُنبئ الغرب أن للمسلمين ظهرا يسندهم ويحميهم ويدافع عنهم..!
إن التاريخ الذي سجل ماضي الغرب يؤكد أن ضحاياه من الأبرياء لا يعدون ولا يُحصون، والحاضر يشهد أن وراء كل مجزرة في حق المسلمين مؤامرة من بعض الغربيين أو يد منهم ساهمت فيها، وما يفعله الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة –مثلا- بمساندة أمريكا وبعض أخواتها من الدول الغربية ومباركتهم لخير شاهد، وإن المستقبل ليخبئ للمسلمين من جهة الغرب في ثناياه الشيء الكثير.
منقول