نص المسرحية
الراوي : في يوم مشرق و بفضاء تربوي التقت الأفعال صدفة و بحضور نخبة من رجالات التربية, و تناقشت فيما بينها ايها اعظم شأنا و أعز مكانا في الأوساط الشعبية و خاصة الأسرة التربوية , فقام الأمر في زي عسكري من غير استئذان مخاطبا الجميع.
الأمر : اسمي اسم على مسمى فأنا الآمر بتطبيق الأوامر في الوقت الحالي أو الآتي, و ما يدل على كبريائي و سلطاني لزوم البناء في كل الأحوال, و لا أخضع لأي حرف فعال مهما كانت الضروف و الأحوال, فأنا بنى على ما يجزم به ذلك المتذبذب كذنب الديك حيث مالت الريح يميل , الذي يدعي انه شابه الاسم و ضارعه و لقب نفسه بذلك لسوء الأدب و قلة الإحترام.
الراوي : علم المضارع أنه يقصده فتقدم كالطاووس يتبختر مقاطعا
المضارع: أسكت يا صغير و كفاك افتراء و بهتانا, ألست ضلعا مني و ما يؤكد ذلك ما تلفظت به انت بنفسك, أنك تبنى على ما أجزم يه, ألا تعلم يا مرائي أن التنويع محمود, و التواضع معهود ,و الاعتراف بالآخرين منشود, و التعنت مجاله محدود , فأنا أعرب كالأسماء , فأكون دائما مرفوعا اذا ما خلوت من بعض الحروف, و أكون منصوبا أو مجزوما تقديرا للظروف, و لحفظ لسان البشر من الزلل و التحريف, و أبنى كالأفعال إذا ما اقترنت بنون التوكيد او التأنيث ,و لكن في علمك أنني أتطلع للمستقبل الزاهر بقبول , سـ , و سوف اللتين تنيران السبيل أمام الاجيال عبر العصور و الازمان .
الراوي : و قبل أن ينهي هذا الأخير كلامه خرج الماضي من صمته منفعلا غير مبال بالأخطار التي تحيط به...
الماضي :كفا و كفاكما تظاهرا , ألست أنا الأصل و المفصل , ألست أنا الذي أروي ماضي و حاضر الشعوب و الأمم منذ ان خلق الله سيدنا آدم و علمه الأسماء, و ليكن في علمكما أن الأمة التي لا ماضي لها لا مستقبل لها , و ليكن في علمكما ثانية أن الآمر و الناهي هو الله و الله جل جلاله, و ان المذبذبين اخوان المنافقين, ألا تعلمان أن اسمي يشرح معناي , و ألزم البناء ,و لا ألقي بالا لجميع الحروف مهما كانت الظروف, فأبنى على الفتح أو الضم أو السكون أو التقدير , و لا أخضع للتغيير لأنه دليل قاطع على ضعف الشخصية و سوء التسيير.
الراوي : و قبل أن ينهي الماضي كلامه تدخل الاسم كرجل المطافئ مهدئا للوضع فاكا للنزاع ناصحا الجميع
الإسم : لماذا هذا التناحر و التشاجر من غير سبب ؟! ألا تعلمون أن كل واحد منكم مكمل للآخر و الدليل هو التحويل من زمان لآخر و اشتراككم في التصريف مع الضمائر هيا توحدوا و تعاونوا و كونو كالبنيان المرصوص الذي يشد بعضه بعضا لتكونوا فردا فصيحا جريئا يستطيع الوقوف أمام الصفوف و يجعل لكل مقام مقالا في الحل و الترحالو يستطيع الاجابة عن كل سؤال من غير تردد او خبال
الراوي : لما سمعت الأفعال كلام الاسم اقتنعت اقتناعا كاملا و عادت الى رشدها و نزعت كل ما في قلبها من غل و قالت
الأفعال : نحن من اليوم اخوان و في خدمة بني الانسان ليرقى بلغة القرآن بين الأمم و الأقوام عبر العصور و الأزمان
أبو أمة الله