مغامرات القط سناو

مغامرات القط سناو
تاليف: سعاد خرموش

ذَات يَومٍ اِسْتَيقَظَ
القِّطُ سْنَاو عَلَى ضَجِيجٍ صَاخِبٍ يَمْلأَ ُالمَدِينَةَ, فَخَرَجَ يَسْتَطْلِعُ
الأَمْرَ, فَوَجدََ جُمْهُورًا غَفِيرًا مِنَ النَّاسِ يَحْجُبُ عَنْهُ الطَّرِيقَ.

َ أَرَادَ سْنَاو
أَن يَقْتَرِبَ أَكْثَرَ فَأَكْثَر, لَكِّنَ صَوتَ البُوقِ ووَقْعِ أَقْدَامِ الحَيَوَانَاتِ
قَدْ أَفْزَعَتْهُ, فَلاَذَ بِالفِرَارِ حَيثُ الحُشُودُ المُجْتَمِعَةِ. تَسَاءَلَ
فِي نَفْسِهِ: مَاذَا هُنَاكَ يَا تُرَى؟ الكُّلُ فَرْحَانٌ وسَعِيدٌ والأَطْفَالُ
مُنْتَشِريَن فِي كُلِ مَكَانٍ يَلْعَبُونَ ويَمْرَحُونَ!!

رَاحَ القِّطُ سْنَاوْ
يَتَجَوَلُ فِي أَنْحَاءِ المِهْرَجَانِ, بِفَرَحٍ وسُرُورٍ, حَتَّى صَادَفَ فِي طَرِيقَهَ
قِطًا آخَرَ فَبَادَرَهُ قَائِلاً: مَا هَذَا؟ إِنَّ المَدِينَةَ مُنْقَلِبَةٌ رَأًساً
عَلَى عَقِب...مَا الذِِي يَحْدُثُ؟ نَظَرَ إِلَيهِ القِّطُ الآخََرَ فِي اسْتِنْكَارٍ
قَائِلاً: مَا بَالُكَ أَلاَ تَعْرِفُ السِيرك؟ فَرَدَّ سْنَاوْ فِي تَعَجُبٍ: لَطَالَما
سَمِعْتُ عَنِ السِيرك لَكِنِِّي لَم أُشَاهِدْهُ قَطٌ. فَقَالَ القِّطُ الآخَرَ:
حَسَنَا...إِنَّكَ تَرَاهُ اليَومَ فَتَمَتَع بِرُؤيَتِهِ قَدْرَ مَا تُرِيدُ فَهَذَا
السِيرك لاَ يَجِيءُ إِِلاَ نَادِرًا. فَردََّّ سْنَاوْ قَائِلاً: يَا لَلْخَسَارَةِ
إِنَّهُ جَمِيلٌ ورَائِعٌ جِدًا, لَيتَهُ كَانَ طِوَالَ السَّنَةِ!!

وقَف القِّطُ سْنَاوْ
يَتَأَمَلُ المَكَانَ دُونَ حِرَاكٍ, ومَا هِيَ إِلاَّ لَحَظَاتٌ حَتَّى أُنِيَرِت
المَصَابِيحُ ودَخَلَ المُتَفَرِجُونَ وامتَلأَتِ الكَرَاسِيُ وهَجَمَتِ الحَيَوَانَاتُ
الضَخْمَةُ المُفْتَرِسَةُ وسْنَاوْ لاَ يَزَالُ وَاجِمًا مَفْزُوعًا لِهَوْلِ المُفَاجَأَةِ.

سَعَى سْنَاوْ جَاهِدًا
لِلْخُرُوجِ مِن هُنَاكَ, غَيرَ أَنَّ المَكَانَ صَارَ يَعُّجُ بِالحَيِوَانَاتِ,
ومِن سُوءِ حَظِّهِ أَن التَّفَتْ حَولَهُ عُصْبَةٌ مِنَ النُّمُورِ, ارْتَعَبَ
وارْتَعَشَ لَكِنَّهُ لَم يَتَمَكَنْ مِنَ الفِرَارِ فَلاَ مَخْرَجَ لَهُ أو مَنْفَذْ.
رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى فَوقٍ فَكَادَ يَسْقُطُ عَلَيهِ قَفَصٌ هَوَى مِن أعْلَى, تَنَّحىَ
جَانِبَا وقَلْبُهُ يَنْبِضُ بِقُوَةٍ فَاصْطَدَمَ بِأَحَدِ النُّمُورِ فَازْدَادَ
خَوفًا وهَلَعًا. لاَحَظَ
النَّمِرُ الخَوفَ فِي عَيْنَي سْنَاوْ فَقَالَ لَهُ حَتَّى يُهَدِأَ مِن رَوْعِهِ:
هَوِّنْ عَلَيكَ يَا صَدِيقِيَ, فَلاَ تَغُّرَنَّكَ
ضَخَامَةُ جِسْمِي, ولا قُوَةُ صَوتِي, فَنحُْْنُ الحَيَوَانَاتُ فِي هَذَا السِيرك
عَائِلَةٌ وَاحِدَةٌ, ويُحِبُ بَعْضُنَا بَعْضَا, ونُحَاوِلُ بِقَدْرِ المُسْتَطاعِ
أَن نَنْشُرَ السَّعَادَةَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ فَغَايَتُنَا؛ إِدْخَالُ البَهْجَةِ
والسُرُورِ إِلَى قُلُوبِ الصِّغَارِ والكِّبَاِر.

وخِلاَلَ الرَّحَلاَتِ التِّي قَامُوا بِهَا لَمَعَ
نَجْمُ سْنَاوْ فِي سَمَاءِ العَالَمِ وأَصْبَحَ رَمْزًا لِلْحُّبِّ والسَّعَادَةِ
لَدَى كُّلِ الأَطْفَال.

[img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

» حكاية القط والثعلب
» حكاية القط والعصفور
» حكاية القط مشمش المحزنة