عقدة ام خوف من التغيير..؟؟؟
اليوم في المؤسسة وبينما كنا نتجاذب اطراف الحديث والطاقم التربوي والذي قادنا بدوره الى ضرورة التغيير وفي هذا الصدد مر بخاطري قول ابن خلدون في مقدمته"المغلوب مولع بتقليد الغالب"
وهذا ما حذاني للتحدث في هذا الموضوع الذي انشده دائما لان كل واحد منا ينتظر التغيير من الآخر ولكن كان الاجدر ان يبدا التغيير من الشخص نفسه ...لكن اعود واقول ان التغيير اتصبح كلمة مرعبة في مجتمعاتنا رغم مواكبتنا لعصر التقدم والتحضر والتطور...
قلت رغم ذلك مازالت تنتابنا نوبات خوف وقلق من هذه الكلمة او كما قال هتلر ذات مر" كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي وبالمناسبة كنت قد قرات مقالا أثار انتباهي وشدني اليه فوددت مشاركتم لي اياه فارجو التحليل والتفاعل
"
اقتباس:
التغيير سنّة الحياة وما دام هو كذلك فقد أصبح حتميا، فالعجز عن التكيف والتغيير مرادف للاندثار وكما أن الطفل يتعلّم بالتقليد فكذلك الإنسانية وهذا ما وصفه ابن خلدون في مقدمته حين قال: "المغلوب مولع بتقليد الغالب"
العالم العربي الآن ليس مشغولا بأهمية التغيير وضرورياته ومجالاته وطرائقه وعوائقه وتحقيقه بقدر ما هو مشغول من أين ومَن يأتي بالإصلاح والتغيير الثقافي وهل يأتي من الداخل أو من الخارج؟
في رأيي أن القضية محسومة حسما واضحا وهي تتلخص في أن التغيير أي تغيير سواء كان سياسيا أم اقتصاديا أم اجتماعيا، إذا حلّ استحقاقه ولم يتم من الداخل فسوف يتحتم تحقيقه من الخارج رعاية لمصالح الداخل والخارج التي أصبحت وحدة واحدة في زمن ثورة المعلومات والسوق الحرة والشركات العابرة للقارات والحدود الثقافية المفتوحة
والنقطة المهمة هي أن عيون العالم مفتوحة علينا قبل أن تكون عيوننا مفتوحة علي أنفسنا وأن العالم يرانا بوضوح أكثر مما نري أنفسنا بوضوح وهذا طبيعي وواقعي والحال هذه هي حال كافة الشعوب، ولكن الاختلاف بيننا وبين الشعوب الأخرى هو أننا عندما نري أنفسنا لا نريد أن نعرفها وعندما يرانا الآخرون لا نريد أن نعرف أنفسنا عن طريق الآخرين أيضا
وأننا من ناحية أخري ولعدم معرفتنا بأنفسنا، وعدم استطاعتنا بالتالي تشخيص أمراضنا التشخيص اللازم لنقصان المعرفة لدينا، نهمل معالجة أمراضنا التي تستفحل يوما بعد يوم إلي أن تصبح أوراما خبيثة أشبه بالأورام السرطانية، لا ينفع معها الطب العربي التقليدي وتحتاج هذه الأورام إلي أطباء راسخين في العلم لكي يزيلوا لنا هذه الأورام
من ناحية أخري، فنحن لا نمانع في تغيير مناهجنا العسكرية وخططنا الحربية ونستقدم للتدريب والإعداد خبراء من كافة أنحاء العالم، وكذلك نفعل في الاقتصاد والاجتماع والتعليم ولكن الأمر عندما يصل إلي الإصلاح السياسي والتعليمي نقف متيبسين رافضين ممتنعين أمام أية جهود خارجية للمشاركة في عملية الإصلاح، ولهذا أسبابه الكثيرة وعلي رأسها أن معظم أنظمة الحكم في العالم العربي تربط بين التعليم والثقافة وبين السياسة وأن هناك أنظمة ديكتاتورية عربية تخشي الثقافة وتغييرها خوفا علي مكتسباتها.
ألم يقل هتلر ذات مرة: "كلما سمعت كلمة ثقافة تحسست مسدسي"
إن الثقافة التي تخشى الآخرين والاقتراب منهم والتلاقح معهم، هي ثقافة هشّة مريضة ومهزوزة ولا أمل كبير في إصلاحها من الداخل، وعندما كانت ثقافتنا ثقافة قوية وواثقة من نفسها لم تخشَ التلاقح مع الثقافات الفارسية واليونانية والهندية وغيرها من الثقافات السائدة في القرن التاسع الميلادي وقبل هذا التاريخ، ومن خلال الترجمة ونهوض الفلسفة والعلوم الطبيعية العربية في العصر العباسي رغم بطء التلاقح بين الحضارات والثقافات القديمة لبطء الاتصالات، ولقد استطاعت الثقافة اليابانية أن تملك قدرة الانفتاح علي الثقافات الغربية دون أن تفقد هويتها الوطنية وأن تتلاقح مع هذه الثقافات بعد الحرب العالمية الثانية وتستفيد منها في علمها وتطورها وصناعتها وحتي في أدبها وفنونها المختلفة، كذلك الحال كان مع الثقافة الكورية والصينية وغيرها من الثقافات
فمهمة المثقف ليست هجاء أو مدح ما يجري في العالم؛ أي تقبيحه أو تجميله لأنهما فعلان عبثيان بل المطلوب هو تحليل الواقع وفهمه، عسى أن يغدو التدخّل الواعي في صيروراته ومساراته ممكنا وهذا ما قامت به الثقافات الأخرى من أجل أن تتغير
في العالم العربي الآن ومنذ سنوات، موجة من الخوف من كل ما يأتينا من الغرب من أفكار وخطط وطرق ومسالك ومخارج ومشاريع، وهذا الخوف له مصطلح في علم النفس هو (سنتوفوبيا) أو (سينوفوبيا) وهو الرّهاب (Phobia أو الخوف المرضي القاتل) من كل الأفكار والأشياء الجديدة و(الفوبيا Phobia) كلمة يونانية الأصل، دخلت اللغات الأوروبية، ومنها الإنكليزية ككلمة موصولة مع ما يراد وصف حالة الخوف المرَضي منه، ثم أصبحت هذه الكلمة تستخدم كبديل له معني أعمق، عن معني مجرد (الخوف Fear) وهو (الرّهاب Phobia)
لقد اجتاحت الغرب بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 موجة مرضيّة وهي الخوف من المسلمين وليس الخوف من الإسلام كما يشاع، فالدين الإسلامي موجود في الذاكرة الغربية منذ قرون طويلة والغرب فتح للدين الإسلامي المعاهد العلمية والجامعات الراقية واهتم بالدراسات الإسلامية أكثر مما اهتم بها العالم العربي وجامعاته، والأبحاث التي انتجها الغرب عن الدين الإسلامي كانت أكثر قيمة علمية من معظم ما انتجته المعاهد والجامعات العربية
إذن، الخوف كان من المسلمين وفقهاء المسلمين الذين اختطفوا الإسلام لصالح الارهاب الدولي وليس الخوف من الإسلام الذي ما زال يدرّس في أرقي المعاهد العلمية في الغرب وتكتب في موضوعاته المختلفة أرقي الرسائل العلمية الجامعية وما يكتب في الغرب عن ظاهرة الرُهاب من الإسلام (فوبيا الإسلام) ما هي إلا من الخرافات والتهاويل الغربية التي يقوم بها الإعلام الغربي الرخيص فمثل هذه الفوبيا غير موجود في الأكاديميا الغربية بقدر ما هي متغلغلة في الميديا الغربية والميديا الإثارية الاستفزازية الفضحائية علي وجه الخصوص وهذه الفوبيا علي شكل ومثال (الفوبيا العربية) أو الخوف من العرب (آرابوفوبيا Arabophobia) التي انتشرت في الإعلام الغربي علي إثر حرب 1973 وما صاحبها من حظر تصدير البترول للغرب، وما تبع ذلك من هجوم الرساميل العربية علي أسواق الغرب
تجتاح العالم العربي الآن موجة ما يطلق عليه (الفوبيا الأمريكية Americanophobia) أي الخوف والترصد والحذر والابتعاد ومحاربة كل ما تقوم به أمريكا في العالم العربي حتي مساعدات القمح الأمريكي اتهمت بأنها قمح مسموم وتضعف قدرة العرب الجنسية ومردّ هذه الفوبيا ما قامت به السياسة الأمريكية الخارجية من دعم متواصل لاسرائيل وتجاهل الحقوق العربية بفلسطين تحت ظروف وضغوط داخلية وخارجية، كما أن هذه الفوبيا قد تعاظمت في المدة الأخيرة عندما شعر العرب بأن أمريكا أصبحت ليست "القوة العظمي Super Power" الوحيدة في العالم فقط ولكنها "القوة الأعظم Greatest Power" كذلك، وأنهم علي خلاف شديد وعميق وعداء مستعر مع هذه القوة الأكبر جبروتا، وانسحبت هذه الفوبيا علي الغرب ككل كذلك لا سيما عندما بدأ "الاتحاد الأوروبي" يعتبر كل أعمال "الجهاد" في فلسطين وأفغانستان والعراق ولبنان هو إرهاب وعلي الأنظمة العربية نزع سلاح هؤلاء الإرهابيين، وهو ما سمي بـ "فوبيا الارهاب"
واخيرا ما رايكم فيما جاء في المقال...؟؟؟ وهل انتم مع او ضد...ارجو التفاعل
|