كلماتي انتحرت بداخلي من الألم****وقلمي كأنه جف من الحبر
وعيناي تورمتا تبكيان بحرقة****وقلبي ينزف من شدة القهر
على زمن كثرت عجائبه ****وفسدت فيه أخلاق البشر
كيف وقد ابتعدوا عن قول الرسول **عن قراءة القرآن عن الذكر
فمن أين أبدأ كي أحكي قصتي**عن امرأة ظلمها أهلهاوالقدر
امرأة مات زوجها في يوم غفلة***وترك لها طفلا في عمر الزهر
كابرت وأخفت حزنها عنه ***رغم ألمها وقلبها الذي يعتصر
وضمت صغيرها الى صدرها ***وانبعث حنانهامع همها والقهر
تكالب عليها الوارثون فأخرجوها ****من دارها القصرالى جحر
سارعت الى أهلها تبغي حماية ***هددوهااما زواجاأولك منا النكر
رفضت قاومت الاهانة والذل ****وكانت شجاعةصلبة كالصخر
تعمل عند تلك وتحمل على الأخرى **لتكسب رزقها بعز وفخر
ربت ابنها حتى كبر***وصار في الثلاثين من العمر
اختارت له شريكة ****وضنت أنهما مؤنساها في الكبر
غادرا بيتها من غير رأفة***لاعرفان بتعبها ولاكلمات شكر
صارت تبكي فراق وليدها ***من الليل الى الفجر
ترددبحسرة قلبي على ولدي****وقلب ولدي علي كالحجر
ضننت أنه سيحملني اذا مرضت***انه سيكون لي عصا الكبر
كيف لاولم يزرها ابنها ***لافي عيد أضحى ولا فطر
وجاء مرض الموت فاستسمحته ***ان ترى ابنها قبل ضمة القبر
ذهب الجيران يستدعونه***خرج مع ابنه وعمره عشر
قالواأمك تحتضرترجولقاءك***فهلا لبيتها قبل فوات الأمر
قبل أن تموت عليك غاضبة**وتلقى عذاب الله وأيام عسر
ألم تحملك تسعة أشهر***ألم ترعاك وتحرسك من الشر
اما وفرت لك راحة ***ولقمة هنية رغم الفقر
ألم تتحمل من أجلك الذل***أتخلت عنك هي في الصغر
ألا تخشى أن يكبر ابنك***أن يعاملك بمثل ذاك القدر
سارع الولد الى امه ***لكنه وجد أنه قدنفذالعمر
ماتت المسكينة بحسرتها ***ولم ينل هو الرضا والعفو
فان كان الرحمان قدنهى عن الأف**فمابال عقوقهماوالنكر
وان كانت الجنة تحت أقدام الأم ***ألا تستحق عناءك من أجلها والسهر
أتظن ياابن آدم أنك خالد***وأنه ليس هناك يوم الحشر
مالي أرىأوراقي تفر هاربة***لم تستطع التحمل ولم يعدلها صبر
فهذه ليست قصة تسرد ***انها واقع يشبه العلقم المر
لاتبغ منكم قراءتها ***ماتبغيه أن تستنبطوا العبر