لازلت استحضر في مخيلتي بعضا من اثار معلمينا واقوالهم عن العلم والمعرفة وأهمية القراءة وان الرسول صلى الله عليه وسلم حث على طلب العلم وانه فريضة على كل مسلم ومسلمة وان اول ما انزل على سيدنا الكريم "اقرأ" وأن وأن وأن ....
واليوم اين نحن من هذا كله ...إننا نجد اليوم إعراضا مبالغا فيه عن القراءة بل ان تصبح دولة بل امة تنفر من القراءة وتشعر بالملل من القراءة فيجب دق ناقوس الخطر
إننا اليوم نحبذ الجلوس لساعات امام التلفاز او الانترنيت عوض تناول كتاب في مجال معين والغوص فيه والاخذ بمكنوناته والوقوف على كنوزه
إننا اليوم ننقل العدوى لابنائنا فلا نكاد نجد أحدا ولو يتفحص كتابا امام اطفاله
إننا اليوم نعاني مرضا عويصا مريضا يؤدي إلى الموت لا محالة ...موت الذاكرة ...وموتا لهوية وموت الانتماء لاننا اليوم نكاد نتكلم لغة واحدة هي لغة التكنولوجيا الحديثة التي بدات تفقد الإنسان إنسانيته وهويته وحتى انتماءه حتى لتجده يخجل بعاداته وتقاليده امام خرافات وبدع غربية .
إننا اليوم نعتز بكل ما هو منافي لقيمنا وننفر من شريعتنا ونتصورها قيدا بل وحشا مخيفا يهدد متعتنا بالحياة
اين القراءة من كل هذا ...
لو اننا امة تقرا لكنا اولى بالريادة ...لو اننا امة تقرا لكنا اليوم نعلو ولا يعلا علينا...لو اننا امة تقرا لما ولينا الكفار زمام امورنا وجعلناهم منهاجا لنا ...لو اننا امة تقرا لكنا في صدارة العالم المتقدم ام اننا استسغنا كلمة التخلف وهنئ لنا العيش بها وعلى انغامها...لو اننا امة تقرا لما استوردنا اساليب وطرق ومناهج مخالفة لقيمنا وثوابتنا ونريد تطبيقها على شعب بالكاد يستطيع فك رموز لغته
أين نحن من القراءة..والحقيقة تقال في كل بيوتنا من يملك مكتبة ماعدا كتب المقرر ولو اجرينا مقابلة صغيرة بين اطفالنا واطفال الغرب لتستعجبون فحدث ان لمحت اطفالا امام المحلات يتنافسون ويتدافعون لاجل اقتناء كتب مصورة وملونة تطفئ شغفهم للقراءة وبنين اطفالنا امام المحلات يتدافعون لأجل الالعاب والدببة وغيرها وان لا اريد ان امنع طفلا بعمر الزهور من اللعب او المتعة ولكن ليكن له نصيب من القراءة وحب المعرفة
إنهم في الغرب يقراون لأجل المعرفة ونحن نقرا لاجل العمل وهذا فرق كبير لانهم بتفكيرهم هذا هم يصنعون عالمهم وتاريخهم وحضارتهم ونحن بالمقابل نجعل حضارة باكملها تندثر وتتلاشى امام اعيننا وعن رضى نفس
والله إن حال القراءة في بلادنا تتصدع له الجبال وتتشقق له الصخور وما باليد حيلة لاننا شعب اعتدنا على الخمول والتفكير السلبي والتبعية...وللحديث بقية...