كلنا نتساءل ما يسعدنا؟ سعادة المسلم الحقيقي ليست قصور فرعون ولا جيوش هارون، لا كنوز قارون ليست رصيد في البنوك ولا مقام الملوك بل هي راحة الضمير واستقرار القلب، وانشراح الصدر، وغنى النفس وصفاءها، لا يكون هذا إلا بالتمسك بدين الله وتقوى الله مصداقا لقول الله عز وجل:} فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ{تقوى الله هي الطريق الصحيح يشرق وجهك بنور الإيمان، فهذا هو المصعد الذي ترقى إلى مقام الصديقين، فهل هناك سعادة تعادل هذه السعادة؟ فالإسلام سعادة لبني الإنسان ما أعظم وأجمل هذا الدين الذي جاء به سيد الأولين.
كمآمن مقوماتها قلب شاكرا ولسان ذاكرا وجسم صابرا.
إن شكرت الله زادك وإن ذكرته ذكرك وإن صبرت فرج عليك إن أعطاك قبلت وإن منع عنك رضيت وإن تركت عبدت وإن دعوت أجبت وبهذا تكون قد ضمنت تأشيرة سعادة في الدنيا والآخرة فتنال مقام الرضى، كما من أسباب السعادة أن تبتعد عن الرذائل وأن تقصر أملك بالدنيا ولا تتعلق بها كثيرا ويجب أن تعلم مهمتك من أجلها خلقت، واستعد للقاء ربك، واعمل وكد وجد لكسب الطيب الحلال والتودد إلى الناس، واعلم أن سعادتك بيدك لا بيدي غيرك فيجب معرفة سر الحياة. إن توفرت لديك هذه الصفات الصالحة تنال الراحة في الدنيا والآخرة والسعادة الأبدية والكرامة الإلهية في دار الخلد والنعيم هذا هو الفوز العظيم، ونستطيع أن نلخص السعادة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا". كما شملها الله في دعائه فقال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمت أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر".
منقول.