نحرف فهم كثير من الناس لحقيقة الصيام فراحوا يجعلونه موسما للأطعمة والأشربة والحلويات والسهرات والفضائيات، واستعدوا لذلك قبل شهر رمضان بفترة طويلة خشية من فوات بعض الأطعمة أو خشية من غلاء سعرها، فاستعد هؤلاء بشراء الأطعمة وتحضير الأشربة، والبحث في دليل القنوات الفضائية لمعرفة ما يتابعون وما يتركون، وقد جهلوا حقيقة الصيام في شهر رمضان، وسلخوا العبادة والتقوى عنه وجعلوه لبطونهم وعيونهم، كما انتبه آخرون لحقيقة صيام شهر رمضان فراحوا يستعدون له من شعبان، بل بعضهم قبل ذلك، ومن أوجه الاستعداد المحمود لشهر رمضان:
ـ التوبة الصادقة: وهي واجبة في كل وقت، لكن بما أنه سيقدم على شهر عظيم مبارك فإن من الأحرى له أن يسارع بالتوبة مما بينه وبين ربه من ذنوب، ومما بينه وبين الناس من حقوق، ليدخل عليه الشهر المبارك فينشغل بالطاعات والعبادات بسلامة صدر، وطمأنينة قلب.
ـ الدعاء: وقد ورد عن بعض السلف أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه خمسة أشهر بعدها حتى يتقبل منهم. فيدعو المسلم ربه تعالى أن يبلغه شهر رمضان على خير في دينه وفي بدنه، ويدعوه أن يعينه على طاعته فيه ويدعوه أن يتقبل منه عمله.
ـ الفرح بقرب بلوغ هذا الشهر العظيم: فإن بلوغ شهر رمضان من نعم الله العظيمة على العبد المسلم، لأن رمضان من مواسم الخير، الذي تفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق فيه أبواب النيران، وهو شهر القرآن، والغزوات الفاصلة في ديننا.
ـ إبراء الذمة من الصيام الواجب: عن أبي سلمة قال: سمعت عائشة رضي اللَّه عنها تقول: كان يكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان. رواه البخاري ومسلم.
ـ التزود بالعلم ليقف على أحكام الصيام ومعرفة فضل رمضان والمسارعة في إنهاء الأعمال التي قد تشغل المسلم في رمضان عن العبادات، وإعداد بعض الكتب التي يمكن قراءتها في البيت أو إهداؤها لإمام المسجد ليقرأها على الناس في رمضان.
ـ قراءة القرآن: قال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء، وكان عمرو بن قيس إذا دخل شهر شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.