شاب كان يرعى الغنم لأبيه، ورأى تهافت الشباب على السفر والانخراط في السلك العسكري فطلب من أبيه أن يسمح له بالذهاب معهم فرفض الأب ذلك·
حاول الشاب مرارًا فلم يأذن له الأب فقرر أن يذهب بالرغم من عدم رضا والده·
فقال الأب لابنه: أما القوة فما لي عليك من قوة، ولكن ما لي عليك إلا دعوة أرفعها إلى الله وقت السحر·
فذهب الشاب وترك غنمه مع أحد أقرانه وذهب إلى سفره، وعلم الأب بسفره _ وكان الأب صالحًا تقيًا _ فرفع يديه إلى الحي القيوم وسأل الله عز وجل أن يريه في ولده ما يكره·
فعمي الابن وهو في الطريق واستقبله بعض أفراد قبيلته في الطائف وسألوه ماذا يريد؟ قال: كنت أريد الوظيفة أما الآن فأعمى لا يقبل مثلي في الوظيفة·
فأتوا به إلى أبيه وعندما دخل عليه وهو في جوف الليل وكان والده ضعيف البصر فنادى الشاب· فقال أبوه: أفلان أنت؟ قال: نعم· قال أبوه: هل وجدت السهم؟ قال: نعم·
فدخل على أبيه يُقاد، لكن الأب الحنون حزن حزنًا عظيمًا وتأثر تأثرًا كبيرًا وكان يود لو كانت في غير عينيه·
فقام ليلته تلك يبكي ويئن يركع ويسجد ويلحس بلسانه عين ولده ويدعو الله عز وجل، والله قريب مجيب فما قام لصلاة الفجر حتى عاد لولده البصر فحمد الله كثيرًا·