كان لأحد الملوك ساقي يحضر له الماء يوميا، وكان عند الساقي جرتين، واحدة سليمة والأخرى فيها تشققات وكان يملأهما بالماء ويأخذهما للملك، الملك كل يوم يشرب من الجرة السليمة ويزعجه شكل الجرة القديمة التي فقدت نصف مائها وابتلت من خارجها.
في أحد الأيام اشتكت الجرة القديمة للساقي وقالت له لماذا تعذبني هكذا وتجعلني أذهب كل يوم عند الملك، وهو كل يوم يفضل الأخرى، إذا كنتُ لا أصلح فاتركني واشتري جرة جديدة، قال لها الساقي اصبري غدا سأبين لك لماذا أحتفظ بك.
وفي الغد ملأ الجرتين كالعادة، ثم قال لها انظري خلفك، فرأت أن الجهة التي تمر منها كل يوم امتلأت بالخضرة والأزهار والتف حوله الفراشات والنحل بسبب الماء الذي تفقده كل يوم، أما الجرة السليمة فكانت جهتها جافة قاحلة لأنها لم تكن تترك ماء في الطريق.
ثم قال لها الساقي: “هذا دورك أنت ولا تقارني نفسك بالجرة السليمة التي ليس لها إلا سقاية الملك، أما أنت فلك رسالة أكبر وانظري للذين يستفيدون منك”.