بجيبه حفنة قطع نقدية ووريقات ، يمر الطفل الصغير بقرب محل الأيسكريم...يرى كثرة الزبائن بداخله ، يدخل ويجلس ..تأتيه النادلة مسرعة ..كانت ترتدي تنورة بيضاء قصيرة...وضعت على طاولته كأسا به ماء وقالت بابتسامة حنونة: نعم ...طلباتك؟
تنحنح الطفل مبتسما .. وقال : انا احب الأيسكريم بالكاكاو ... هل عندكم الأيسكريم بالكاكاو؟ بكم الأيسكريم بالكاكاو؟
- بخمسة دولارات ... هل آتيك به؟
أدخل يده في جيبه اخرج كومة القطع النقدية ، بدأ يعد... انزعجت النادلة فالزبائن بين داخل وخارج والطلبات كثيرة... وضعت يديها على خاصرتيها وهي تدق الأرض بقدمها... والطفل يعد.
رفع رأسه نحوها وعلى ثغره ابتسامة مترددة وقال : انا احب الأيسكريم بالكاكاو... ولكن بكم الأيسكريم بدون كاكاو؟
بدأ القلق يسري في نفس النادلة ...انزعجت...وردت عليه: اربعة دولارات!!!
نكس الطفل رأسه ثانية وراح يعد ، تأففت النادلة ، تلفتت يمنة ويسرة.
قال: حسنا، أنا احب الأيسكريم بالكاكاو ، ولكني سآخذ ايسكريم بدون كاكاو.
انطلقت النادلة أتت بالأيسكريم بدون كاكاو ووضعته فوق الطاولة وبجانبه الفاتورة وغابت.
إلتهم الطفل الصغير الأيسكريم بدون كاكاو بتلذذ وسعادة...أتمه ..ألقى نظرة إلى مبلغ الفاتورة...أربعة دولارات...أخرج ما بجيبه..عد أربعة دولارات وضعها فوق الفاتورة ودولارا بجانبها إكراما للنادلة كما يفعل الرجال المهذبون... رغب في مناداتها غير انها كانت جد مشغولة...اعتدل واقفا وخرج.
ظهرت النادلة...لم تجد الطفل... لملمت مافوق الطاولة... توقفت في مكانها...تجمدت... وانحدرت من عينيها عبرتان
منقول