abdelouahed
عدد المساهمات : 778 تاريخ التسجيل : 26/04/2014 العمر : 58 الموقع : ولاية بشار
| موضوع: ..ولكن رُبّ ضارة نافعة.! الجمعة يناير 30 2015, 18:57 | |
| لا شكّ أن الرسوم المسيئة للرسول، صلى الله عليه وسلم، قد خدمت الصحيفة الفرنسية المارقة ورفعت سحبها بشكل خيالي وانهالت عليها مساعداتٌ مالية سخيّة من كل حدب وصوب، ما أنقذها من إفلاس وشيك وهي التي كانت لا تسحب أكثر من 60 ألف نسخة ومرتجعاتها مرتفعة، وخدمت أيضاً الرئيس الفرنسي هولند الذي ارتفعت شعبيتُه بنحو 20 نقطة دفعة واحدة في أحدث استطلاعات الرأي، وربما خدمت أيضاً الكيان الصهيوني الذي يريد الاستثمار في الأحداث لاقناع المزيد من يهود فرنسا وأوروبا بالهجرة إلى فلسطين المحتلة، ولكنها لم تكن كلها سوءاً على المسلمين بدورهم.
بعد قيام الصحيفة الفرنسية المارقة بنشر رسم جديد مسيىء للنبي، صلى الله عليه وسلم، الأربعاء قبل الماضية، اجتاحت العالمَ الإسلامي مظاهراتٌ عارمة شملت العديد من الدول نصرة للرسول الكريم وتنديداً بالرسوم المهينة له تحت غطاء "حرية التعبير" المزعومة، كما أفادت تقارير إعلامية جزائرية أن هناك إقبالاً شعبياً في بعض مناطق الوطن لاقتناء كتب السيرة النبوية للأطفال والكبار، وكتُرت الدعوات إلى وجوب نصرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بطرق أخرى أكثر جدوى من المظاهرات والتنديدات، ومنها التمسّك بسُنّته، والاقتداء بأخلاقه وصفاته، والسير على هديه، واستيقاظ النفوس الغافلة من سباتها والعودة إلى التمسّك بدينها... وراح بعضُهم يمنح "وصفات" لكيفية نصرة الرسول الكريم ومنها مثلاً المحافظة على صلاة الفجر في جماعة، والصدقة على الفقراء والقيام بأعمال خيرية متنوّعة...
هي مؤشراتُ صحوة جديدة، تذكّرنا بالصحوة التي أعقبت قيام صحيفة دنماركية في سبتمبر 2005 بنشر رسوم مهينة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأعادت نشرها في صحف أوروبية عديدة في 2006، من باب "التضامن" أي "التعاون على الإثم والعدوان" باسم "الدفاع عن حرية التعبير"، وقد أدت هذه الاعتداءات السافرة على خير خلق الله، إلى هبّة شعبية عارمة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ترجمتها تلك المظاهرات الصاخبة التي اكتسحت العالمَ الإسلامي كله، من جاكرتا إلى الرباط، للتنديد بتلك الجريمة التي أرتكبت باسم "حرية التعبير" المزعومة.
وقد دفعت تلك الأزمة التي دامت أشهراً عديدة، الكثيرَ من المسلمين "التقليديين" إلى الاستفاقة من سباتهم، حيث استيقظت ضمائرُهم وعادوا إلى التمسّك بدينهم والاقتداء بسنة نبيّهم والمساهمة في الدفاع عنه، ثم المساهمة في نشر الإسلام في أوروبا والغرب عن طريق الحوار مع الغربيين بالأنترنات، والتي أقنعت الكثيرَ منهم باعتناق الإسلام.
واليوم يبدو أن الأمر نفسه يحدث مع الموجة الجديدة من الرسوم المسيئة التي لقيت بدورها "تضامناً" رخيصاً في عدد من الدول الأوروبية؛ فقد بدأ المسلمون في شتى أنحاء العالم يتحدّثون عن وجوب نصرة النبي الكريم بالاقتداء بسنّته واتِّباع هديه، ما يؤشر إلى أن هذه الأزمة قد تخدم الصحيفة المارقة وهولند والتيار الصهيوني وقتاً قصيراً ولكنها ستخدم الإسلام والمسلمين طويلاً، وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
لقد رأينا في المظاهرات المناصرة للرسول الكريم بالجزائر شباناً وفتياناً في مقتبل العمر يخرجون من الجامعات والثانويات لنصرة الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وهي بشرى خير، ودليل على مدى تغلغل الإسلام في نفوس الأجيال الصاعدة وغيرتها على دينها ومقدّساتها ورفضها المساس بها بأيّ ذريعة كانت، وهو ما جعل الصحف الفرنكو-علمانية تُصاب بصدمة عنيفة، فلا تجد سوى الادّعاء بأنها مسيراتٌ لأنصار الحزب المحظور وللتيار السلفي المتطرّف، مع أن هؤلاء المراهقين من طلبة الثانويات لم يولدوا أصلاً في التسعينيات، والجامعيون كانوا أطفالاً آنذاك، فكيف يكونوا مناصرين للحزب المحظور كما يزعم هؤلاء، وهم لا يعرفونه أصلاً؟ كما أن معظم السلفيين لم يخرجوا في هذه المسيرات استجابة لـ "فتاوى" بعض مراجعهم الذين قالوا إن نصرة الرسول تكون فقط بالاقتداء بسنته وليس بالتظاهر في الشارع، لكن بعض الصحف العلمانية المفرْنسة افترت عليهم و"أشركتهم" في تلك المظاهرات رغماً عنهم، لتخويف الجزائريين من عودة مزعومة لعشرية الدم التي انقضت إلى غير رجعة.
أما تصاعد كراهية الإسلام والمسلمين وتغوّل اليمين المتطرف في الغرب، فقد يعاني المسلمون منها الأمرّين في المدى القصير، ولكن عسى أن تنجلي عنهم هذه الغُمّة قريباً وتعود المياه إلى مجاريها ويتزايد اهتمام الغربيين مجدداً بالإسلام كما حدث عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 بأمريكا والغرب، وما عليهم إلا أن يصبروا ويحتسبوا ما يصيبهم ويُحسنوا الدفاع عن دينهم ومواقفهم بالتي هي أحسن.
منقول
|
|
| |
|
سعاد خرموش المشرف العام
عدد المساهمات : 1696 تاريخ التسجيل : 26/03/2011
| موضوع: رد: ..ولكن رُبّ ضارة نافعة.! السبت يناير 31 2015, 16:15 | |
| قال تعالى: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". | |
|
amoula
عدد المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 26/01/2015 العمر : 54 الموقع : بريكة
| موضوع: رد: ..ولكن رُبّ ضارة نافعة.! السبت يناير 31 2015, 18:36 | |
| شكرا اخي على الطرح المميز | |
|