[rtl]عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط”. رواه مسلم، وإسباغ الوضوء على المكاره أي إتمام الوضوء في أوقات الشدة كالبرد، أما الرباط الجهاد، والمعنى أن هذه الأعمال الصالحة تشبه الجهاد في سبيل الله، ومن فوائد الحديث حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث بدأ كلامه بصيغة الاستفهام حتى يتشوق السامع إلى الجواب فيكون أثبت للعلم، وسعة رحمة الله حيث نوّع الأسباب التي تحصل بها المغفرة ورفع الدرجات، والجنة درجات وكلما ازداد العبد في الخير ارتفعت درجته فيها، وكذلك فضل إسباغ الوضوء وإتمامه مع وجود المشقة كالبرد ونحوه، ما لم يكن فيه ضرر فإذا تضرر باستعمال الماء تيمم لقوله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)، وفضل المشي إلى المساجد فهو أفضل من الركوب إليها، وقد ثبت الحديث بأن الأجر يكتب للماشي إلى صلاته في ذهابه وإيابه، واستحب بعض أهل العلم أن يقارب الماشي إلى الصلاة بين خطواته ليكثر أجره، وفي هذا نظر، بل الظاهر أنه يمشي مشيته المعتادة لأنه لو كان مشروعاً لنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عن أصحابه، ونها أيضا فضل انتظار الصلاة بعد الصلاة ما لم يؤد إلى تضييع واجب، ولو خرج من المسجد إلى بيته أو تجارته أو عمله وقلبه معلق بالصلاة التالية ينتظرها ويتشوف إليها فهو مرابط وله الأجر الموعود به في هذا الحديث عند بعض أهل العلم.[/rtl]
[rtl]وقال ابن عثيمين في شرح الحديث: الخير له طرق كثيرة وهذا من فضل الله على عباده من أجل أن تتنوع لهم الفضائل والأجور والثواب الكبير ولو كان الخير طريقا واحدا لمل الناس ولكن إذا تنوع كان ذلك أرفق بالناس، إسباغ الوضوء على المكاره: يعني إتمام الوضوء في أيام الشتاء لأن أيام الشتاء يكون فيها الماء باردا وإتمام الوضوء يعني إسباغه وبذلك تكون المشقة على النفس، فإذا أسبغ الإنسان وضوءه مع هذه المشقة دل ذلك على كمال إيمانه.[/rtl]
[rtl]فيرفع بذلك درجات العبد ويحط عنه خطيئته، وكثرة الخطا إلى المساجد: فيه دلالة على أن الجماعة تكون في المساجد ولا تكون في البيت فإن الإنسان إ
[/rtl]
[rtl]منقول
[/rtl]