[size=20][size=24]المصدر[/size][/size]
[size=12]الكاتب : رشيد التلواتي
[/size]
غالبا ما تشكل إدارة الفصول الدراسية بطريقة فعالة، واحدة من أكبر الصعوبات التي تواجه المعلمين الجدد. هم بالطبع معلمون خضعوا لتكوين شامل قبل ولوج مهنة التدريس والوقوف أمام المتعلمين في الفصول الدراسية، لكن هذا التكوين – ورغم تطرقه للعديد إن لم نقل أغلب ما يلزم للتدريس مثل كيفية إعداد المحتويات وتخطيط الدروس وطرق اختيار استراتيجيات التدريس المناسبة لكل مادة و سبل تصميم أنشطة مثيرة لاهتمام المتعلمين – قد لا يكون كافيا لجعلهم يتغلبون على التحديات والصعوبات التي ستواجههم مستقبلا.
أول ما تجدر الإشارة إليه، هو أن الفصل الدراسي المثالي لا يوجد جاهزا، بل يتم العمل عليه وبناؤه بتظافر جهود المدرس المعني بالأمر و نصائح المدرسين ذوي الخبرة سواء كانوا زملاء عمل أو ممن يتقاسمون خبرتهم و تجاربهم مع الآخرين ولو فصلت بينهم مئات الكيلومترات. مدرسون راكموا سنين طويلة من الخبرة، جعلتهم يعرفون كيفية إدارة الفصول الدراسية و أي استراتيجية يختارون وأي أسلوب قيادة يتبعون وكذلك متى يجب تغيير الخطة عندما يتبين لهم أنها بدون جدوى.
و على العموم فأغلبية المدرسين – نتيجة تكوينهم الأكاديمي و العملي و بفضل تجربة سنوات – قادرون على حسن إدارة فصولهم الدراسية، باستثناء بعض التوتر و المشاكل التي قد تصادف الجدد منهم -وحتى القدامى أحيانا- فما الحل إذن؟ واحد من الحلول هو الانفتاح على قطاعات أخرى و الاقتباس منها. هذا ما نستلهمه من أفكار مؤسسة جوجل الغنية عن التعريف، فجوجل تنصحنا بالاقتباس من المجال الاقتصادي وتحديدا ما تقدمه الدورات التكوينية للإدارة في عالم الأعمال التي تشكل لبنة ومنطلقا مهما يستفيد منه المدرسون في بناء و اختيار استراتيجيات ممتازة يتبعونها في الفصول الدراسية. و في هذا الإطار، إليكم 8 أشياء يمكن للمعلمين تعلمها من عالم الأعمال، ثم الشروع فعليا في تطبيقها داخل الفصول الدراسية: 1 – كن مدربا جيدا
يجب على المدرس أن يكون قادرا على جعل الطلاب يقدمون تغذية راجعة بناءة و مفيدة، لا أن تكون مجرد ردود فعل تبين ما هو إيجابي وما هو سلبي في أعمال الطلاب، تغذية راجعة تكون عاملا مساعدا في تقديم اقتراحات لتحسين سير الحصص الدراسية. كما ينبغي على المدرسين الحرص على فتح باب المناقشة مع طلابهم لإيجاد حلول لأي مشكل قد يعترض السير العادي للدروس. 2 – الثقة في قدرات الطلاب
يكون ذلك بالبحث عن سبل تحقيق التوازن بين إعطاء الحرية للطلاب و توفير التوجيه و الدعم لهم. ركزوا على التفاصيل التي تهم تعلم الطلاب وابتعدوا عن كل ما قد يعيق ذلك. اسمحوا لطلابكم بحرية اتخاذ القرارات كلما كان ذلك ممكنا، فالهدف الأول يبقى هو اكسابهم المعرفة التي يحتاجون إليها وليس إنجاز العمل بنفس الطريقة التي تعلمتم بها حين كنتم تدرسون.
3 – التعبير عن الاهتمام بنجاحات الطلاب وميولاتهم
يحتاج المدرسون دائما للتعرف على طلابهم من أجل بناء جسور الثقة معهم، فالطلاب هم أشخاص مثلنا لهم اهتمامات
يحبون أشياء و يكرهون أشياء أخرى، يغضبون ويكرهون. يحتاج الطلاب إلى الإحساس بأنهم مرحب بهم والعمل في بيئة مريحة، الطلاب كلهم و ليس فقط المتفوقون منهم. فبعض الطلاب يجدون صعوبة في التكيف مع بيئة الفصل الدراسي، وبعضهم الآخر يكون طبعه مختلفا كثيرا عن طباع زملائه أو طباع مدرسيه. لهذه الأسباب، يجب التأكيد على أن المعلم يحتاج للحفاظ على العلاقة المهنية مع كل الطلاب، مع الحرص على أن يتم ذلك بطريقة ودية.
4 – كن منتجا و وموجها لتحقيق النتائج
ابقوا مركزين على ما يرغب طلابكم في تحقيقه، ضعوا الأهداف و تحققوا من أن أنشطة الفصل الدراسي تحرك الطلاب نحو تلك الأهداف. ومعلوم أن الطلاب غالبا ما يحبون الأنشطة والألعاب الترفيهية، و هذا شيء ينبغي استثماره بذكاء لتخطيط وبناء ما يساعدهم على تطوير المهارات التي يحتاجونها.
5 – كن محاورا جيدا و استمع لطلابك
احرص على شرح الأمور بوضوح وبطرق متعددة، فعندما لا يفهم الطلاب ابتكر طرقا جديدة تهديهم إلى الفهم. غير ذلك يجب على المعلم أن يكون ودودا ومستمعا جيدا ومقدرا لاحتياجات طلابه لأن الطلاب يحتاجون للشعور بالأمان أثناء طرحهم للأسئلة. كن مدرسا يفتح الحوار مع طلابه على الدوام لتبادل الآراء و الملاحظات مع الحرص على مراعاة قواعد الاحترام المتبادل.، شيء آخر ينبغي لفت الانتباه إليه هو أن الطلاب في بعض الأحيان قد يقولون كلمات صادمة أو جارحة دون قصد وهو شيء يجب أخذه بعين الاعتبار بعيدا عن أي تشنج، لتبقى بيئة التعلم صمام الأمان للعلاقة طالب/مدرس.
6 -ساعد الطلاب على التطويرالذاتي
ساعد طلابك على تعلم كيفية إنشاء أهداف خاصة بهم، ليس فقط الأهداف القصيرة المدى بل أيضا تلك التي تتطلب بعض الوقت لتتحقق. وجههم نحو الاستراتيجيات والموارد التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق تلك الأهداف، و إذا كانوا بحاجة إلى خبرة إضافية لا تتردد في توفيرها لهم ومساعدتهم فهذه الأهداف وإن كانت تبدو أكاديمية ونظرية إلا أنها ستترجم في يوم ما إلى قدرة وظيفية لدى الطلاب لتحقيق أهدافهم الشخصية.
7 – التوفر على رؤية واستراتيجيات واضحة تجاه الطلاب
مع وجود أفكار واستراتيجيات واضحة تتم مشاركتها ومناقشتها مع الطلاب فإن الأمور تمشي بسلاسة عندما نجد أنفسنا أمام وضعيات لا نُحسَد عليها، كل ذلك بفضل الثقة التي تم بناؤها في وقت سابق بين الطلاب و مدرسيهم. ينبغي على جميع الطلاب أن يعرفوا بالضبط ما هو السلوك المتوقع منهم، ولهذا فالقواعد المرجو اتباعها داخل الفصول الدراسية ينبغي أن تكون صريحة وواضحة، فكلما كانت هذه القواعد صريحة كلما كان خرقها صعبا. نشير أيضا إلى أنه ينبغي تغيير هذه القواعد عند الحاجة الملحة فقط، لأن التغيير المتكرر لها يجعلها تفقد مصداقيتها لدى الطلاب.
8 – اكتسب مفاتيح الإدارة الصفية الأساسية
يمكن إجمال بعض الأفكار المتعلقة بمفاتيح الإدارة الصفية الأساسية في رؤوس أقلام مركزة كالتالي:
– لا يحتاج المعلم فقط إلى فهم العمل الذي عليه إنجازه، بل أيضا استيعاب وتوقع التحديات التي ستواجه الطلاب عند استكمال المهام المسندة إليهم لأخذها بعين الاعتبار أثناء التحضير للدرس.
– على المعلم مساعدة طلابه في التغلب على أي عقبة يمكن أن تواحههم أثناء سير الدروس .
– قد يحدث أحيانا للمدرس أن يجد نفسه مفتقدا لمهارة ما، وهذا ليس عيبا مادام المدرس إنسانا معرضا للخطأ والنسيان. عليه في هذه الحالة أن يكون على استعداد لمواجهة التحديات في مثل هذه المواقف، سواء عبر الاستعداد النفسي أو عبر الاستعانة بتجارب غيره…
منقول