abdelouahed
عدد المساهمات : 778 تاريخ التسجيل : 26/04/2014 العمر : 58 الموقع : ولاية بشار
| موضوع: لماذا تحولت المرأة من جنس لطيف إلى جنس خشن مخيف..؟ الإثنين فبراير 29 2016, 15:41 | |
| من الظواهر التي تستدعي التوقف عندها والتأمل فيها، ما طرأ على المرأة الجزائرية من تحول عجيب غريب، فالمرأة التي كانت في مجتمعنا إلى عهد قريب، كلها خفر وحياء، تخفض صوتها، وتداري ضحكتها، حريصة على أن لايصدر عنها ما يقدح في أنوثتها، فتشبه بالرجال، فيقال لها "عيشة راجل"
إذا هي اليوم تزاحم في الطرقات، ولا تتورع عن ارتكاب الموبقات، ولم تكتف في تشبهها بالرجال، عند حد منافستهم في الوظائف والأعمال، ولبس القميص والسروال، بل تعدت ذلك إلى تدخين السجار، وغشيان الملاهي والبار، والتلفظ بمرذول الكلام، على مرأى ومسمع من الخاص والعام، حتى انتهى بها الأمر إلى منافستهم في شتى أنواع الجرائم، فباتت تتعدى على الغير بالضرب، وتمارس اللصوصية والغصب، وتقود أعتى العصابات، وتقتحم الدور والبيوتات، بل صارت تقتل الناس، ولا تجد في ذلك حرجا أو بأسا، فما الذي حملها على ذلك فتحولت من "مليكة" إلى "مالك"؟ ألا يشكل هذا التحول ظاهرة عجيبة وغريبة؟ بلى هو كذلك.
إن النظر في هذه الظاهرة يفضي بنا إلى أنها نتاج لعدة أسباب يمكن حوصلتها في الآتي:
ـــ الخطاب السياسي الذي كان له أثر واضح في تحريض المرأة وحملها على منافسة الرجل وجعلها تعتقد أن منافستها له يجب أن تمتد لجميع المجالات حتى تلك التي تتنافى مع طبيعتها ولا تتوافق مع جنسها.
ـــ الخطاب الثقافي الذي يروج عبر مختلف وسائل الإعلام خاصة تلك الأفلام والمسلسلات التي تظهر المرأة وهي تجاري الرجل في ممارسة العنف وارتكاب الجرائم.
ـــ تلاشي تأثير الأسرة من أب وأم وأخ وزوج وافتقادها السيطرة والقدرة على التوجيه.
ـــ سيطرة النزعة المادية على المجتمع بما جعل الفرد من ذكر أو أنثى يقصر نظره على اللذة والمتعة والتوسل لإدراك ذلك بأي طريقة مشروعة أو غير مشروعة.
ـــ غياب الوازع الديني الذي حال بين المرأة وبين معرفة طبيعة رسالتها في الحياة، وأنها مندوبة لرعاية الحياة لا هدمها، وأنها تحقق ذاتها فعلا عبر تمسكها بالفضائل وحسن أدائها لرسالتها التربوية.
ـــ تفشي البطالة وانتفاء التكافل الأسري والاجتماعي، اضطر المرأة إلى ركوب هذا المركب الصعب، واقتحام المهالك من أجل تحصيل لقمة القوت، حتى ولو عن طريق التعرض للموت..
ـــ أزمة السكن التي نتج عنها تأخر الزواج بالنسبة للبعض واستحالته بالنسبة للبعض الآخر، مما اضطر المرأة إلى أن تعيل نقسها وتتكفل بتدبير شؤونها كيفما اتفق.
ـــ القانون الذي حال دون تعدد الزوجات، أو جعله متعسرا إلى حد بعيد، أوصد باب النجاة من العوز في وجه المرأة، وحال بينها وبين إيجاد زوج يكفلها ويتولى رعاية شؤونها.
ـــ محدودية دخل الأسرة وقصوره عن تلبية حاجاتها الأساسية دفع بالمرأة مكرهة إلى الخروج إلى الشارع والمغامرة فيه لسدد الخلل.
تلك هي مجمل الأسباب التي كانت وراء التحول الذي طرأ على المرأة الجزائرية، فشوه صورتها، وغير في طباعها، وذهب بأنوثتها، وجردها من رقتها ولطفها وحولها من "مليكة" إلى "مالك".
وأسوأ ما تحمله هذه الظاهرة العجيبة الغريبة، أنه لم يعد هناك من فوارق بين الذكر والأنثى، وأن الأمر إذا ترك له الحبل على غاربه، فإن الشباب الجزائري إذا ما أراد أن يتزوج سيضطر إلى البحث عن الزوجة في غير مجتمعه، لأن مجتمعه الذي تكالبت عليه الشرور، قد تحول إناثه إلى ذكور، وانقلب فيه الجنس اللطيف، إلى وحش مخيف... منقول
|
|
| | |
| |
|