تكمن اهمية تغذية الطفل المناسبة والمتوازنة كمتطلب اساسي لضمان نمو وتطور سليم عند الطفل في سنوات عمره الاولى حيث ينمو جسمه واعضاءه وتتطور مهارته وقدراته الحركية والعقلية وغيرها من المهارات
خلال السنة الاولى يزداد وزن الطفل ثلاثة اضعاف الولادة ويزداد طوله 50% من الطول عند الولادة
تطور الدماغ: خلال السنتين الاولى من العمر ينضج الدماغ وتتشكل قاعدة وبنية شبكة من الارتباط والاتصال بين خلاياه تصبح اساس لنضج وظائف الدماغ وقدراته العقلية ومهارات الجسم الاخرى
من هذا المذكور اعلاه يتضح مدى اهمية التغذية المناسبة كما ونوعا لضمان هذا النمو الجسدي ونمو وتطور الدماغ والمراجع الطبية اظهرت ان العجز الذي يحصل بسبب سوء التغذية وخاصة تطور الدماغ تبقى اثاره على الفرد لاحقا وغير قابل للتصويب حيث تتأثر قدراته العقلية كفرد فاعل لاحقا في المجتمع وهذا يؤثر سلبا على تطور المجتمع .
هذا يتطلب تأمين غذاء مناسب بكميات مناسبة لعمر ووزن الطفل محتوية على العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لهذا النمو والتطور السريع.
قلة التغذية سواء كانت كمية أو نوعية خلال هذه الفترة خاصة له تأثيرات ضارة على النمو الجسدي وعلى التطور العقلي والمعرفي حيث أثبتت الدراسات العلمية تأخر في التحصيل المدرسي لاحقا عند الأطفال الذين تعرضوا لسوء التغذية في السنتين الأولى من العمر بالرغم من إمدادهم بالغذاء المناسب لاحقا ( دراسة لليونيسيف في الفيليبين).
وكذلك زيادة كميات التغذية وخصوصا عناصر الطاقة والنشويات تؤدي الى زيادة وزن الطفل والسمنة وهي ضارة بصحة الطفل ويصحنها امراض عدة تظهر جليا بعد الرشد.
سوء التغذية عند الأطفال يزيد نسبة الامراضية والوفيات حسب تقارير منظمة الصحة العالمية التالية:
حسب تقرير منظمة الصحة العالمية توفي عشرة ملايين و نصف من الأطفال عام 1999م,
99% منهم من العالم النامي.
أسباب الوفاة نسبت إلى :
1. سوء التغذية 54%
2. ظروف الولادة 20%
3. الالتهابات الرئوية 19%
4. الاسهالات 15%
5. الحصبة 8%
6. الملا ريا 7%
7. الايدز 3%
8. أسباب أخرى 28%
ثلث الولادات في العالم النامي لا يسجل .
تقريبا ثلث الأطفال في البلدان النامية يعانون أو هم في خطر من أن يعانوا من ضعف في القدرة على التعلم ,
الأخطار الرئيسية التي تؤثر على تطور الدماغ المبكر :
1. سوء التغذية
2. الأسباب المعدية(مرض التهاب السحايا)
3. الخداج واختناق الوليد (نقص الأكسجين)
4. تسمم بمادة الرصاص
5. الحوادث التي تصيب الرأس
سوء التغذية الحاصل خلال الفترة الحرجة لتطور الدماغ وهي من الثلث الثاني للحمل وحتى نهاية السنة الثانية من عمر الطفل يرافقها ضعف إدراكي (عقلي) .
الباحث غار و فيرقه وّّثقوا أن بضعة أشهر من سوء التغذية في السنة الأولى من العمر يصاحبها عند 60 ال70% من الأطفال ما يلي :
• صعوبات التعلم
• مشاكل الانتباه (التركيز)
• انخفاض في التحصيل المدرسي
نقص وعوز مادة الحديد كثيرة الشيوع عند الأطفال في العالم النامي يصاحبها ضعف القدرة التعليمية لاحقا
نقص وعوز مادة اليود كثيرة الشيوع في الصين و إفريقيا الوسطى ومناطق أخرى يصاحبها ضعف عقلي عند الأطفال.
أشار البحث الأخير على أن الضعف الإدراكي(العقلي) قد لا يكون ظاهرا حتى يتقدم الطفل في السنوات المدرسية ,
يبدو أن الأطفال في السنوات الأولى من المدرسة يتقدموا في التحصيل المدرسي جيدا ولكن يبدأ الضعف الإدراكي في الظهور السنوات المدرسية الوسطى عندما يتطلب من الطفل مهارات أكثر دقة في التخطيط و التنظيم والتعلم .
(من كتاب نلسون لطب الأطفال)
مما سبق يتبين أهمية التغذية المتوازنة للطفل خاصة في السنة الأولى من العمر حيث الدماغ يستمر في تطوير بنيته , والضرر الذي يحدث لدماغ الطفل في هذه المرحلة يترك أثار و ضرر على نمو جسمه و تطور قدراته الإدراكية و العقلية.