يُلاحَظ بوضوح الضعف الكبير لدى التلاميذ في مادة التعبير الشفوي، وما أريد أن أتطرق اليه هي الأسباب الحقيقيةالكامنة وراء هذاالمشكل العويص بالنسبة للتلميذ وأيضا المعلم حيث أنه يجب عليه بذل مجهود كبير لتعليم الطفل، وقدحصرتها في نقطتين هما: الأسرة ثم المحيط .
بما أن الأسرة هي أساس تربية النشء بكل ما تشملة الكلمة من معنى،فإن عليها مسئولية كبيرة وحملا يجب أن تتحمله في تربية الطفل وذلك خلال السنين التي يقضيها في البيت وهي مايقارب ست سنوات يتعلم فيها أبجديات الكلام (اللغة)كالتعبير عن رغباته والحوار مع اللآخرين ولو بأسلوب بسيط،وهنا تكمن المشكلة حيث نجد الأولياء لايؤدون دورهم كما يجب وذلك إما عن جهل أو إهمال ولامبالاة،فهُم لايهيئون ابنهم الى المرحلة التعليمية وذلك بتلقينه أسماء الأشياء بالعربية الفصحى وبناء قدراته اللغوية البسيطة حتى يسهلون عليه بعدئذ التأقلم بسهولة في الحياة المدرسية،ويستطيع بذلك مواكبة سير الوحدات التعليمية دون تراجع او ضعف.
إن كل هذا يتم في مرحلة جد حساسة من حياة الطفل وهي قاعدة يقف عليها -فإما أن تكون صلبة متينة وإماهشة متهالكة-ونجده حين يلتحق بالمدرسة يتلقى صعوبة في الفهم أويتطلب ذلك مدة طويلة فيرى أن مايتعلمه غريب عنه وينظر الى اللغة العربية على أنها لغة جديدة وكان بالإمكان أن تكون غير ذلك.
التعبير وخاصة منه الشفوي هو عبارة عن رصيد لغوي مخزن في الذاكرة يأتي بعد ذلك توظيفه وكيفة استعماله إلى أن يرقى به صاحبه إلى مستوى الفن والإبداع،ولايستطيع الطفل أن يعبر بطلاقة وبأسلوب جيد حتى يغترف من كتب المطالعة ويتذوق جمال اللغة والأدب،والأسرة ملزمة بدفع طفلها إلى مجال المطالعة وتزويده بالكتاب في البيت منذ سنته الأولى في المدرسة حتى يتعود عليها و يجدها ضرورة ،والأسوأ أن يترعرع الطفل في بيت لايجد فيه كتابا ولايرى فيه أحدا من أسرته يحمل كتابا.
أماالسبب الثاني أي المحيط الواسع الذي يخرج إليه الطفل فإني لاأراه يختلف عن الأسرة لأننا نجد الطفل يأتي بالكلمات التي يسمعها خارج البيت ليدخلها إليه حتى يلفت الجميع لما تعلمه وهو يجهل الضرر والنفع فيه على السواء.هذا في المرحلة الأولى من عمره أما وهو تلميذ فإنه لا يجد ما ينمي قدراته اللغوية لأنه لايقرأ الحرف العربي إلا قليلا ،فاللافتات حيثما كانت مكتوبة بلغة أجنبية وكذلك العلامات التجارية ....زد على ذلك اللغة الهجينة المتداولة في الشارع...
إن كل هذه الأسباب تجعل من الطفل يتلقى صعوبة كبيرة في مادة التعبير فلا يستطيع قول جملة واحدة إلا بصعوبة كبيرة وتراه ينفر من هذه المادة كونه يشعر فيها بالعجز.
[b]