نحبب المدرسة للطفل
قد يكره بعض الاطفال الذهاب الى المدرسة وبالتالي يهملون في مراجعة دروسهم ويرفضون او يعاندون الوالدين في حال الطلب منهم المراجعة والاستذكار لدروس اليوم التالي.وتعود هذه الظاهرة حسب علماء التربية إلى المعاناة التي يعانيها الطفل من اسرته او مدرسته ان الفشل الدراسي يعود لعدة امور ربما لا يكون لها علاقة بمستوى ذكاء الطفل.
ومن هذه الامور المناهج المدرسية والمعلمون وافتقار الكتب الى عناصر التشويق وتركيزها على الجانب المعرفي واهمالها للجانب الوجداني والعاطفي مما ينفر الطفل من الكتاب فيشعر بالملل ازاءه .ومن جانب اخر فان للاسرة دورا في نفور الطفل من المدرسة كعدم العناية العاطفية والوجدانية وعدم ميل الاسرة الى تعليم الطفل في البيت وعدم اهتمام الوالدين بالكتاب, وهنا يبرز الدور الثقافي للوالدين فالوالدان الاميان غير الوالدين المثقفين بالنسبة لحياة الطفل الثقافية الا قلة قليلة من ابناء الاميين تبدع في المدرسة كنوع من التعويض وهنالك بالمقابل نسبة من ابناء المثقفين لا يفلحون في المدرسة بسبب الدلال العاطفي الزائد.
ثمة جوانب ايجابية موجودة في الطفل وعلى الاسرة والمدرسة اكتشافها والاخذ بها وتعزيزها فلناخذ جانب الذكاء وهو تحديدا الذكاء الكامن في الطفل فبتنشيط هذا الذكاء وتفعيله نضع الاصبع على جانب مهم يمكن ان يبنى عليه لاستثماره وتحويله الى فعل ايجابي لدى الطفل ووضع قدمه على بداية طريق التخلص من كراهية المدرسة والبدء بتنامي الميل لها وحبها.ويجمع علماء نفس الطفولة وخبراء التربية على انه بالوسائل التالية نستطيع تحبيب المدرسة:1 - نوعية التعليم :ان يكون التعليم ذا معنى لكي تصبح خبرات التعليم في المدرسة متفقة مع طبيعة الطفولة وحاجاتها.
وهنا على المدرسة ان تعمل على استثارة دافعية التلاميذ وشوقهم وحبهم للتعليم وخبراته فالمدرسة ليست مجرد معلومات تنقل للتلاميذ بقدر ما هي خبرات محببة وملائمة لنموهم.
2 - البيئة المدرسية: يجب ان تكون غنية بالانشطة والمهارات الحياتية التي تجعل من المدرسة حياة تعاش بقبول ورضى وحب كي يتعلم الطفل فيها مجموعة من الخبرات التي ترتبط بحياته في المجتمع
وهنا لا بد من الانشطة المدرسية المتعددة الى جانب المقرر الاكاديمي الرسمي اذ ان هذه الانشطة تشبع حاجات الطفل النفسية وتخفف كذلك من وطأة الاسلوب التقليدي في التعليم.
3 - اهتمام الاسرة: يجب على الوالدين ابداء الاهتمام اللازم بالطفل والانخراط تماما في مشكلته حتى يشعر هو الاخر بانه يجب ان يستجيب لهذا الاهتمام وان يتفاعل معه ويقدره حتى يصل الى درجة يستطيع معها الاعتماد على الذات وان يسعى للنجاح.
4 - اختيار الدراسة التي تلائم الطفل: اذا استطعنا ان نوائم بين قدرة الطفل ورغبته مع نوع الدراسة التي نختار فاننا نبدا باطلاق العنان لابداعات ربما تكون كامنة في الطفل ولم تسنح الفرصة لاكتشافها فبملامسته رغباته وميوله تكون قد خطونا الخطوة الاولى بالاتجاه المناسب وان يتم هذا البرنامج بالتعاون بين المدرسة والاهل حتى ياتي اكله.
5 - تطبيق مبدا المكافاة والثواب: عندما يبدا الطفل بالاستجابة فعلى الاهل والمدرسة التشجيع والمكافاة وقد يكون مناسبا ان تضع الاسرة بعضا من الهدايا لدى المدرسة تعطى للطفل تدريجيا كلما حقق انجازا بحيث لا يشعر انها من الاهل وعلى الجانب الاخر ان يتبع الابوان اسلوب المكافاة والثواب ايضا كعامل محفز ومشوق للطفل فيتحول كرهه الى حب للمدرسة وان استغرق ذلك بعضا من الوقت فبالصبر والمتابعة والتقييم نصل بطفلنا الى حالة يستجيب معها بتقبل المدرسة وتعليماتها والواجبات المدرسية وبهذا يتحول الكره الى حب.
هاشم سلامة