--------------------------------------------------------------------------------
يقوم ا لمعلم بدور كبير على مسرح الحياة الحاضرة ومن أكبر المهمات خطورة وأثراً ، فإعداده للطالب إعداداً علمياً ومسلكياً ووطنياً من اللبنات الأساسية التي يبني عليها استقرار وتقدم الوطن وتطوره.
ليس المعلم مجرد ناقل للمعرفة بل يمتد دوره ليشمل تنمية القدرات الإبداعية والاتجاهات السلوكية الصالحة للطلاب فهو يربي العقول وينمي الذكاء ويطور مهارات التفكير ويوجه السلوكيات نحو الأفعال الحسنة، المعلم أنيطت على عاتقة التبعات التربوية لفلذات أكبادنا .
التربية الوطنية خاصة لا يمكن أن تنمو بواسطة الوعظ والنصح والتلقين فقط بل يلزم أيضاً وجود التفاعل والتمثل والحوار، وبطريقة تمثيل الأدوار والتفاعل مع القضايا الوطنية والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية كالمساهمة في أيام المناسبات الوطنية وأسبوع المرور وأسبوع الصحة ... وغيرها ، لها من الفعالية الكبيرة في تعليم المعتقدات الاجتماعية .
المعلم قدوة لطلابه ، فهو النموذج الذي يحتذي به الطالب سواء في مظهره أو اتجاهاته وسلوكه، يقول الشاعر :
إذا ما العلم لابس حسن خلقِ فرجَ لأهله خيراً كثيراً
وفي دور المعلم التربوي والأخلاقي يحضرنا قول الشاعر:
هي الأخلاق تنبت كالنبات إذا سقيت بماء المكرمات
تقوم إذا تعهدها المربي على ساق الفضيلة مثمرات
على المعلم الالتزام بالوقار والابتعاد عن إكراه الطالب وإرهابه في العلم والتعليم حتى لا ينشأ عدواني فظ غليظ، وذلك بالابتعاد عن العقاب البدني والنفسي .
إن استخدام المعلم للعقاب البدني يؤدي إلى إنشاء جيل عدواني يكره التعليم ،كذلك العقاب النفسي كالاستهزاء والسخرية والألقاب المحرجة للطالب تحط من قدراته وتضعف من إمكانياته، مما يشجع أيضاً الطلاب على تقليد معلمهم ومعايرة زميلهم بها فيبغضه ويكرهه في الدرس والمدرسة وقد نبّه الشاعر إلى ذلك:
وإذا المعلم لم يكن عدلاً؛ مشى روح العدالة في الشباب ضئيلا
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا
كما نبّه الشاعر إلى أن المعلم إذا ما نهى عن سلوك خاطئ أن يتجنبه :
ينهى ويأتي ما نهى أفنحتذي بفعاله أم بالمقال مزورا
وإذا المعلم لم تكن أقواله طبق الفعّال فقوله لن يثمرا
في جميع المراحل التعليمية وبخاصة المرحلة الابتدائية يتأثر فيه الطالب كثيراً بسلوك المعلم ويظل يتأثر بتعليماته طوال حياته ، وقد شبّه الشاعر هذا بقوله:
إن الغصون إذا عدّتها اعتدلت ولا يلين إذا قوّمته الشجر
فما أجمل البدء من قبل المعلمين في غرس الفضائل والقيم الوطنية في جيل المستقبل وإنشاء جيل مخلص لوطنه، وقد أشاد الشاعر بدور المعلم هذا:
إن المعلم في البلاد أعزُّ من يعطي الجزيل ويبذل المجهودا
يعطي الحمى من نفسه لا ماله ويصوغ جيلاً للبلاد جديدا