باريكيةحرة المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 982 تاريخ التسجيل : 11/02/2011
| موضوع: الثورة الكوبرنيكية في التربية الأربعاء فبراير 15 2012, 19:08 | |
|
الثورة الكوبرنيكية في التربية
[size=12]يرىكلاباريد صاحب مقولة الثورة الكوبرنيكية في التربية أن التغير الانقلابيالمذهل الذي أحدثته النظريات الحديثة في التربية، يشبه التحول الثوري فيعلم الفلك الذي حدث مع اكتشاف كوبرنيكوس* لمركزية الشمس حيث تبين نظريةكوبرنيكوس بوضوح أن الأرض هي التي تدور حول الشمس وليست الشمس هي التي تدورحول الأرض كما كان سائدا في علم الفلك القديم عند أرسطو وأقليدس.ت كانالتلميذ في التربية التقليدية يدور حول المنهج ، فجاءت التربية الحديثةلتحدث انقلابا بدأت فيه المناهج وعلى خلاف ما هو معهود تدور حول التلميذ،وأصبح الطفل هو محول المجموعة التربوية بعد أن كان يدور في هامشها.ت وهذا يعني كما يرى جون ديوي أن الطفل هو نقطةالبدايةوهو المركز كما أنه الهدف في العملية التربوية في التربية الحديثة. إنالثورة التربوية هذه استطاعت أن تؤدي إلى انقلاب حقيقي في المعاييروالعلاقات التربوية السائدة ، فالتربية ليست رهن بالمعارف العلمية لعلم نفسالطفل فحسب بل هي رهان موقف جديد من الطفل يرتكز على فهم الطفل وحبه (كمافعل بستالوتزي) وعلى احترام الطفل وتحقيق حاجاته والصبر عليه، إنه الموقفالذي يؤكد على قبول الطفل كما هو عليه وقبول الطفولة كقيمة إنسانية أومرحلة ضرورية في عملية نمو الطفل وازدهاره، وفوق ذلك فإن التربية الحديثةهذه تؤكد أهمية التسامح وقبول أخطاء الطفل وإخفاقاته واندفاعاته على مبدأالإيمان الراسخ بأن الطفل هو طفل مهما يصدر منه ومهما يكن من أفعاله ، وعلىمبدأ الاعتقاد بأن الطفل بقدر ما يكون طفلا كاملا يستطيع أن يكون فيالمستقبل رجلا كاملا. وهنا يجب التأكد أيضاً على أن الطفل يجب أن يعيشالسعادة وفي أجواء الإحساس بالبهجة والحرية ويجب أن يكون سعيداً حتى ولوكان ذلك على حساب الأهداف التربوية التي نسعى إليها، وأن معمتنا كراشدينوكمربين هي أن نبقى الطفل قدر الإمكان وبقدر ما نستطيع في حالة الطفولةوالبراءة التي تزدهر في مرحلة الطفولة. ويجب علينا نحن أيضا أن ننعم ببراءةهؤلاء الأطفال ونتشبع بعطائاتها، وذلك بدلا من العمل على تشكيل الأطفال منخلال نظرتنا للكون والحياة. يجب هنا أن نؤمن بان الطفل يمتلك في ذاته كلشروط التربية الحقيقية ولاسيما هذا النشاط العارم الذي لا يتوقف أبدا وهوالذي يشكل فعالية تربية حقّة تؤكد ونضجة وتقدمه أيضا، وهذا يعني أنمساعدتنا للفل ليست ضرورية بل توجيههنا له هو الضروري في العملية التربيةبرمتها. وهذا يعني أنه يجب على المربي أن ينطلق من الصورة الحقيقية بينإمكانيات الطفل وبواعث حركته واندفاعاته وبين المهمات المدرسية التي توكلإليه.ت وفي هذا الصدد يؤكد كوزينيهبأنحاجات الطفل تحد مسار حياته ، ففي إطار التربية التقليدية نجد تحديداًضيقا مفتعلاً للوسط التربوي، وهذا الوسط يفرض على الطفل أن يحقق تكيفه وفقالعناصره. وعلى خلاف ذلك فإن التربية الحديثة تنطلق من حاجات الطفل وميولهواهتماماته بوصفها العناصر الأساسية لبيئة الطفل ومن ثم تعمل على تنظيم هذهالبيئة لتحقق إشباعا متوازنا لمختلف عناصر هذه البيئة وهذا يعني أنالتربية الحديثة تكيف البيئة لحاجات الطفل على خلاف ما يحدث في التربيةالتقليدية. ت ومعأهمية ما يطرح حول قضية الحاجات ومفهوم الحاجات المركزية عند الطفل يجبعلى المرء أن يتساءل عن إمكانية إخضاع هذه المفاهيم وهذه التصورات للرؤيةالنقدية، ألا يمكن لنا على سبيل المثال أن نخلط بين الحاجات الثقافيةوالحاجات الطبيعية عند الطفل؟ ألا يمكن لهذه التربية أن تقود إلى تحويلالتربية إلى نوع من الأفعال التي تهتدي بقوانين البيولوجيا وهنا يمكن لناأن نبحث القيمة الكبرى التي تعطلي للطفولة مقابل هذه التي تعطي لمرحلةالرشد كما نرى عند كوزينيةه الذي يؤكد بأن الراشدين هم الذين يحققون مكاسبعندما يعطون للطفل الفرصة الأكبر في أن يكون طفلا وأن يبقى زمنا أكبر فيمرحلة البراءة. ت إنفعل المربي يجب ألا يمارس على الطفل بصورة مباشرة بل يجب أن يتجه نحوالوسط الذي يعيش فيه الطفل. فالمربي يعمل على تنظيم الوسط بطريقة يستطيعمعها الطفل أن يعبر عن ذاته وأن يتعلم بطريقة نشطة وفعالة، وذلك لأنالمعرفة التي ترتبط بحاجات الطفل هي التي تسمح بإعادة تنظيم الوسط وربطهبإمكانيات جديدة لنمو الطفل وازدهاره . وينطلق هذا التنظيم من مبدأ احترامالطفل وعفويته،وهذا يعني أنه يجب تنظيم الوسط بطريقة تسمح للطفل بالتقدمبما يتوافق مع إمكانياته الخاصة. والسؤال هنا هل يعني أن وظيفة المعلم قدانتهت ولم تعد هناك حاجة إليه؟ أو هل يعني ذلك أن هذه الوظائف قد تغيرتكليا وأصبحت من معطيات الوسط المدرسي ذاته؟ تلك هي القضية التي شغلت المفكرالفرنسي سيندرSyndersفيكتابه التربية التقدمية. لقد شكلت التربية التي فعّلها المربية ماريامونتسوري تعد نموذجا من نماذج التربية الحديثة. وفي هذه التربية تعلمنامنتسوري كيف تتحول سلطة العلم من التأثير المباشر على التلميذ إلى التأثيرفي معطيات الوسط الذي يحيط بالتلميذ. ت وفيالنهاية نقول بأن التربية الحديثة ترتبط بمبدأ الثورة الكوبرنيكية ولاسيما فيما يتعلق بمهماتها في داخل المدرسة وخارجها: فبدلا من التركيز علىأهمية المتطلبات المجردة والخارجية للمجتمع أو للمدرسة في عملية التربيةيجري التركيز في التربية الحديثة على حاجات الأطفال واهتماماتهم من أجلبناء وسط تربوي يمكنهم من النجاح وتحقيق الازدهار والتكامل الداخليلشخصياتهم. ت نيكولاس كوبرنيكوس (1473 –1543): كان فلكياً بولندياً،وراهباوعالماً رياضياً وفلكياً وقانونياً وطبيباً وإدارياً ودبلوماسياً وجندياً.وكان أحد أعظم علماء عصره، صاغ إحدى أهم النظريات في التاريخ، مـُحدثاًبذلك ثورة في علم الفلك، وبالتالي في العلم المعاصر(كان الفلك بالنسبة لهبمثابة الهواية). يعتبر أول من صاغ نظرية مركزية الشمس وكون الأرض جرماً يدور في فلكها، في كتابه "في ثورات الأجواء السماوية". ت
عدل سابقا من قبل باريكيةحرة في الأربعاء فبراير 15 2012, 19:41 عدل 2 مرات | |
|
سعاد خرموش المشرف العام
عدد المساهمات : 1696 تاريخ التسجيل : 26/03/2011
| موضوع: رد: الثورة الكوبرنيكية في التربية الأربعاء فبراير 15 2012, 19:28 | |
| هذه النظرية وان كانت فعلا المنطلق لكثير من التوجهات التربوية في الوقت الراهن الا انها مازالت عندنا وبالتحديد في مرحلة الطفولة المبكرة جدا وهي شبيهة بالشهور الاولى للطفل حيث انها وبالرغم كما قلت سابقا ان الطفل يكون محور التعلم ومحور الابداع ومحور التفاعل الا اننا مازلنا نعاني من التبعية الفكرية الكلاسيكية التي تنحاز دائما الى الجمود والركون ونحن وان كنا نشجع هذه النظرية وهذا طبعا من منظوري الخاص فلانها تعطي الحرية للطفل في اثبات ذاته تجعله ينمو بين حنايا الطفولة الحقة التي تجعله فعلا لاحقا رجلا سويا مستقلا لان النظرة الحديثة للتعلم تحاول ان تعطي للتعليم مفهوما آخر مفهوم يرتكز على التجديد على الابداع على الحرية في التعبير وبالاخص فهم الطفل حتى يتحقق المكسب الاول للتربية وهو حل معظم المشكلات التي تعرقل نمو الطفل سواء كانت بيولوجيو فيزيولوجية او سيكولوجية... والحديث يطول شكرا مجددا على طرحك الاكثر من رائع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|