فضول او تطفل على الآخرين

كلنا يعلم ان المجتمع مجموعة أفراد تختلف سلوكياتهم وتصرفاتهم واخلاقهم من فرد لآخر، وكذا اتصاف كل فرد بصفات وخصائص تميزه عن البقية، كما ان هنك صفات نعتقد بانها  تخص المجتمع العربي دونا عن باقي مجتمعات العالم، ولكن البشر في كل مكان والإنسان يبقى هو هو مهما كان مجتمعه لان هناك صفة يتميز بها الإنسان وهي الأسوء في اعتقادي وهذه الصفة يشترك فيها الإنسان في اي مجتمع كان ، ولكنها تختلف شدة او ضعفا حسب مستوى حضارة المجتمع وثقافته ومدى وعيه بطريقة او اخرى.
وهذه الصفة هي "الفضول" او بمعنى أدق" التدخل في شؤون الآخرين" لانها حقيقة ظاهرة تدعو للاستنفار، وهذا يجعلنا نحاول معرفة سبب تفشي هذه الظاهرة التي تزداد يوما بعداليوم.
فكلمة فضول ليست بالمعنى الذي نريد من خلاله استبيان امور لتوضيح فكرة او تجلي حقيقة وإنما الفضول القاتل والذي يعني التطفل في حياة الىخرين...رغم ان من سبقونا قالو "من راقب الناس مات هما" ولكن يبدو ان منهم من يراقب الناس للستمتاع.
واعتقد ان هذه الظاهرة لها علاقة بتدني المستوى الاخلاقي فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" فاين نحن من كلام سيد الخلق...
إن هذه الصفة من اسوء واقبح الصفات التي تزعج الآخرين، وتكدر حياتهم، فكل واحد منا له خصوصياته ويحب المحافظة عليها ، ولا يريد ان يتدخل في شؤونه احد.
لربما طرحت هذا الموضوع لأن هذه الصفة فعلا تزعج لاقصى درجة، واعتقد ان الدواء الشافي لمثل هؤلاء هو الصمت وعدم الإجابة.
ومن له تدخل في هذا الموضوع او حلول فلا يبخل علينا.

 
في الواقع كل إنسان لديه قدر معين من الفضول يدفعه لمعرفة الأمور المختلفة فكل انسان لديه حب استطلاع ورغبة في المعرفة والاستكشاف وهذا قطعا أمر نافع ومفيد ولكن ذلك يختلف تماما عن التطفل الذي يعني حب المرء معرفة أسرار الناس أو الأطلاع على أشياء لا تخصه وليس له شأن فيها .
فهذا أمر ضار وسلوك سيئ ولا شك وأسلوب لا يحبه كل عاقل قد يكون الفضول أمرا ضروريا عندما يستغله الإنسان في تعلم شيئ ينفعه ولا يضر الآخرين به مثل البحث والتنقيب والاستكشاف فهذا الفضول الممدوح .
يجعل الإنسان ينمي عقله ويتعلم ويدرك ماهو صحيح وينتفع بشيئ مفيد 
أما المتطفل فليس لديه مانع أن يتجسس على الآخرين ليتعرف على أسرارهم

حبذا اخي فاروق لو كان الفضول لاجل الاستطلاع والمعرفة وتجلي الامور، لكان حالنا افضل ولكن الفضول او التطفل كما قلت في شؤون الغير مذموم ويلقى صاحبه، يتصيد الاخبار ويتجسس ويراقب ...اللهم ارزقنا العقل والتعقل.
بارك الله فيك اخي فاروق على التفاعل والتوضيح...