[color=blue]بسم الله الرحمان الرحيم
مقدمة: قبل الإحتفال بيوم العلم طلب مني أحد الزملاء أن نكوّن مسرحية بسيطة في شكل حوار بين العلم والجهل وبعد أخذ ورد ومد وجزر توصّلت إلى ما يلي بعون من الله تعالى وحده
العلم والجهل
الراوي:لبس العلم لباس الأتقياء وتعطر بأحسن العطور وخرج إلى شاطئ البحر وشرع يتأمل قدرة الله في خلقه .وبينما هو كذلك مرّ به رجلُ خشن البنية، طويل الشعر والقامة، ويمتطي حمارا كبيرا، وتبدو عليه علامات الظلم والبطش قائلا:
عِم صباحا. ً
العلم:ما هذه العبارة التي لم أسمعها من قبل ؟؟
الجهل:لم تسمعها من قبل؟؟ هذه تحية الأولين والآخرين ...
العلم: إذا كانت هذه تحية الأولين والآخرين... فٌتِنْتَ ليلا وقٌتلت صباحا ودفنت مساء..
الجهل:من تكون أنت حتى تقول هذا الكلام؟
العلم: أنا الذي أخرجتٌ النّاس من الظلمات إلى النور ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمان، أنا الممدوح الذي له قلب صبور مشروح، أنا الذي أنير الدروب و أفتح العقول،ومن تكون أنت؟
الجهل: أنا الذي ملكت البلادَ، و أفسدت العبادَ، و أنت الممدوح عجيب أمرك؟..ألست أنت الممقوت البغيض ، وصاحبكَ منكودا مرفوضا، تنفر من ذكر اسمه الآذانُ، وتتغير من رؤيةِ صاحبهِ الطباعُ والأنظارُ.
العلم:يظهر انك مغرور، أو مفتون، أو مصاب بمس من الجنون، ومن أنت أرشدك الله للصوابِ و ألهمك حسن الجواب
الجهل:أنا المحبوبُ الذي يسعى من ورائي جلُّ العباد كالإله المعبود ..
العلم: تتطاول عليَّ أيها المغرور الذي لا يزال صاحبه لا يقف أحد عند باب داره .؟
الجهل: سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ،إني أراك مرميا حقيرا تصول وتجول ، تمدح شخصك المذموم الذي كله شقاءٌ وهموم .
العلم: مهلا مهلا أيها المحتال الذي تفتخر عليّ بلا دليل، لقد أطلتَ لسانك في غير طائلٍ و افتخرت بما هو زائل أَوَلم يكن كائناً.
الجهل: إنك أيها المكابر لا تجدني قاصرا من سردِ الحجج القاطعة والبراهين الساطعة .
العلم: متى كان هذا صحيح يا مرائي ،ألست أنت المخادّع المباغت ، و أنا الذي كوّنتُ رجالا في كل المجالات، عبر المراحل والفترات،،؟
ألست أنا الذي:
1- فتحت وأنرت العقولَ حتّى توصلت إلى ما هي عليه، فصار العالَم كلّه كأنّه قريةُ صغيرة؟..
2- كوّنتُ المعلم الذي يربي الأجيال وينير دروبهم، و يحترق من أجلهم كالقنديل،
3- كونت الطبيب الذي يعالج العلل والأسقام ويسهر ليالي على راحة الأنام؟...
4- كونت المهندس الذي يصمم للبنايات العالية ويخطط للجسور الواقية ،و للغوص في أعماق البحار الواسعة؟
5- كونت العلماء ورثة الأنبياء.. فهم أطباء المجتمع فيكشفون أمراضه وعيوبه ويقاومون كل الأفكار الهدامة ،ويصنعون ذلك كله مؤمنين بالواجب المُلقَى على كواهلهم نحو الإنسانية جمعاء.. فقل لي ماذا كوّنت أنت أيها المرائي المكابر؟؟ --
الراوي: الجهل صامت مطأطأ الرأس
العلم يجيب: كوَّنتَ
1- طغاة حاربوا الإسلام في عقر داره دون وعي أو حياء ،
2- تماثيلَ من طينٍ تُعبَد من دون الله لا تنفع ولا تضرّ، ولا تسمن ولا تغني من جوع،..
3- ملوكا ملكوا البلاد وجمعوا الأموال حساب الفقراء والمستضعفين، وأفسدوا العباد كقارونَ وفرعون ذي الأوتاد.
- ظف إلى ذلك إذا كان إبليس أبا للشياطين فأنت أبٌ للسحّارين والمشعوذين والدجّالين
الرّاوي: يفعل الجاهل بنفسهِ مالا يفعله العدو بعدوه.
العلم: إذا كان صاحبك يفعل هذا كله بنفسه فماذا تفعل أنت بعباد الله يا عدوّ اللهـ ؟
الراوي:
قال تعالى: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا"
الزمر (09)
ويقول أيضا:
قل هل يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابُِ "
: يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (33)الرحمان
العلم : فقل لي بربك ما المقصود بالسلطان ؟
العلم للجهل :بعد أن سمعت هذه الحجج الدامغة و البراهين البالغة عليك أن تراجع نفسك ،وتعود إلى رشدك قبل أن تكون نهايتك مثل نهاية أصحابك و تصبح عبرة لغيرك.
الجهل: نعم..نعم.. صحيح ما تقول ،فلا بقاء لكل مغرور، و الحق منصور والباطل مدحور وهذا ما لوحظ عبر كل العصور، والعبرة ما يدور في الدول العربية من قمع وجور ، ومع ذلك النصر حليف الشعب المقهور..
أســـــأل الـــله الـــــتوفيق والســــــداد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]