كنت بالقرب من النافذة حين فتحت دفاتري وبعثرتها امامي فوق سطح مكتبي الصغير ثم تراجعت وبسرعة
لملمت بعضا منها ... فترائ لي دفتر مذكراتي بين دفتي الدرج فسحبته بلطف كبير وتصفحته بنظرات ثاقبة
وتركيز اكثر وكاني اقرأه للمرة الاولى...فعلا كانت قراءتي له الاولى بعد سبع سنوات من الإهمال تبددت
اوراقه وهزلت لكن الذكريات الموجودة بداخله ماتزال تنادي بالحرية ...بل تصر على ان تذكرني بكل
ماض سواء كان مشرقا أم مضلما
...
قيل لي إننا حين نكبر نسخر من تصابينا بل نضحك على البعض من تصرفاتنا التي لطالما عبرت عن
سذاجتنا وطفولتنا...لم تكن كتاباتي مجرد كلام في ذلك الوقت بل كانت إحساس عميق وشعور صادق اتجاه
كل ما يحدث وشعوري اليوم يختلف عن شعور الامس فانا ارى فيها الصدق والوفاء بل البراءة والإخلاص
فحاولت ان اجعل من هذا الدفتر الصغير رفيقا يؤنس وحدتي ...يستمع إلي دون ان يقاطعني ...ينصت إلى
باهتمام بالغ ولا يحاول تحديد مسار افكاري ...يتركني انغمس في ملكوتي الذي انتمى إليه دون ان يوجهني
...حاولت ان اجعله ...جعبة لحكاياتي واحلامي...وكان وفيا لاقصى درجة لكني خنت صداقته وتركته
ليهترئ
.........