مسرحية : أفتش عن إنسان
الفصل الأول
المشهد الأول : الفارس
" المسرح مظلم تماما وتسلط بقعة ضوء على الفتى نضال "
نضال : الليل يرتق فى عينيه الصمت
أسمع قرع سنابك
من هذا الفارس ؟
يتوشح بجلال التاريخ يسابق جنح الريح على فرس غاضب
الفارس : أما تعرفنى
نضال : أحسب أنى
لعلك طيف من حلم يعبر جسر التاريخ ويمضى
الفارس : لا تحسب شيئا ..
يبدو أنك لا تعرف تاريخك حقا
هل تذكر فتح القدس الثانى ؟ أو تكبير النصر بساحات الأقصى
نضال : عرفتك .. أنت صلاح الدين
الفارس : من أنت
نضال : ليس مهما أن تعرف أحدا من هذا القرن
فمعظم من فى هذا القرن من النكرات
الفارس : ما هذا البؤس الظاهر فى عينيك
ما هذا الوهن البادىء فى عزمك
ما ليديك ؟
نضال : هل تعلم أن يهودا احتلوا الأقصى من زمن
طال الزمن علينا من بعدك
حرقوا بعض الأقصى
حرقوا منبرك الخشبى الحامل عطر النصر القدسى
ا لفارس : وأنتم ماذا فعلتم
نضال : حفروا أنفاقا تحت الأقصى
الفارس : وأنتم
نضال : فعلوا .. وفعلوا ..
الفارس : وأنتم ماذا فعلتم
نضال : نحن .. إنا .. أعنى
الفارس : حسبك
كف عن الشكوى فلقد أصبحت أشك بأنك منى
حسبك ..
فلقد أومض بركان الغضب على شفرة سيفى
وتطاير لهب الفتح القدسى شواظا من عينى فرسى
نضال : أعرنى سيفك أو فرسك
الفارس : حسبك
ليس لسيف صلاح الدين سوى زند صلاح الدين
وقلب صلاح الدين
.................................................. ..........
" ثم يخرج الفارس من المسرح ويسرع نضال خلفه مرددا :
انتظر ياصلاح الدين .. ياصلاح الدين ..
صوت آذان : الله أكبر .. الله أكبر
الله أكبر .. الله أكبر
أشهد أن لا إله الله
أشهد أن محمدا رسول الله
...................................
يضاء المسرح أثناء الأذان
صوت : نضال .. يا نضال
نضال : انتظر يا صلاح الدين
صوت : نضال .. نضال
نضال : انتظر يا صلاح الدين .. يا صلاح الدين
صوت : نضال .. نضال
نضال : من ؟ محمد .. ماذا بك
صوت : ماذا بك أنت ؟
هل كنت تحلم
نضال : وأى حلم
صوت : إذن هيا استيقظ وقم بنا إلى الصلاة
المشهد الثانى : الشموع
.................................................. ...
المسرح مظلم تماما
يظهر خمسة أشخاص يحملون فى أيديهم شموع ومعهم القائد
القائد : استمروا .. استمروا
ضوئنا يهدى الحيارى نورنا يهدى الغريق
الأول : ما لنا نوقد شمعا ليس فى الدنيا بريق
القائد : شمعنا يصنع فجرا فى دياجير الطريق
الثانى : منذ سنين
نحمل الشمع الحزين
ماوجدنا من معين
القائد : ليس لليأس مكان فى حياة المصلحين
الثالث : ليس يأسا
إنه ألم السنين إنه الحزن الدفين
نحمل الحق سنينا فى بلاد المسلمين
أين رهبان الليالى أين جند المؤمنين
ليس يأسا ما فعلنا هذا واقعنا الأليم
القائد : ثم ماذا ترغبون ؟
الجميع : نطفىء الشمع ونمضى
ليس ضوء الشمع يهدى
أمة العدنان صارت لا ترى نور الشموس
كيف يهديها ضوء من فانوس
القائد : إن أجناد محمد لا يغطيهم ظلام
لم يذوبوا لم يناموا فى سبات كالنيام
الأول : لكننا لم نلق شيئا غير قوم نائمين
الثانى : ليس يهدى الشمع قوما فى سبات نائمين
القائد : هذا رأيكم
الجميع : نعم .. نعم
ليس يهدى الشمع قوما فى سبات نائمين
" يهم الجميع بإطفاء الشموع ..فيظهر لهم نضال صارخا "
نضال : لا
نضال : لا تطفئوا الشموع
أوقد شموعك فالظلماء تنسكب
والشمس تغمض عينيها وتحتجب
أوقد شموعك فالأوهام جاثمة
والقلب من غابة الاحزان يحتطب
أوقد فإن دروب العصر غامضة
وقد أصاب عقول الأمة العطب
نضال : لا .. لا تطفئوا الشموع
الجميع : محال يا هذا
نضال : أوقدوا الشموع
الأول : لقد فات الأوان
نضال : بالله عليكم تمهلوا تمهلوا
لا تتعجلوا
الثانى : لقد حان وقت الرحيل
نضال : لا تذهبوا
مازال لدى كلام أحكيه
ما زال لدى حديث أرويه
الثالث : لقد أخذت من وقتنا أكثر مما يجب
ونحن مزمعون على الرحيل
القائد : لا تحزن
اذا كنت قدرنا فسنرجع ونواصل الحديث
وإن كنت الفارس يا هذا فسنشعل كل الانوار
نضال : ولكنى أخشى
القائد : من ماذا
نضال : ألا تعودوا
.................................................
المجموعة تخرج من المسرح
صوت : مهما يمر بنا الزمان يوما سنأتى لا براح
نضال : سأسير حاملا السلاح سأسير لن أخشى النباح
وسأمضى قدما فى الطريق ليلا يكون أوصباح
يتبع .................