منقول
تعد مدينة العلمة بولاية سطيف من احد أهم المناطق الاقتصادية في الجزائر خاصة بسوقها المعروف وطنيا و في المنطقة المغاربية و المسمى بسوق "دبي"، حيث يعد هذا السوق العصب الاقتصادي للمدينة و لولاية سطيف أيضا، لكن شاءت الأقدار أن تكون نعمة المال على سكان العلمة نقمة أيضا فقد شهدت هذه المدينة تسجيل أكثر من 900 حالة طلاق خلال الأشهر الماضية من العام الماضي و معظم أسباب الطلاق كانت لان النساء تصورن أن كل سكان العلمة مليارديرات أو أنهم سيفرشون لهم الأرض ذهبا و هو عكس الأمر و الواقع الذي اصطدمن به.
أكثر من 600 حالة طلاق بمدينة المال و الأعمال
أسرت بض المصادر الموثوقة أن حالات الطلاق خلال السداسي الأول قد جاوزت 600 حالة بمدينة المال و الأعمال و كانت معظم الحالات لأزواج يافعين و أغلبية النساء من خارج ولاية سطيف و هي الموضة التي أصبح يقبل عليها سكان العلمة بجلبهم لنساء من خارج الولاية، و حسب ذات المصدر أيضا فان معظم حالات الطلاق كانت ناجمة عن الزوجة و بأسباب واهية أيضا معظمها حول السكن و العمل... الخ و هي أسباب غير جديرة للقضاء على الحياة الزوجية، من جهة أخرى فان المعدل العمري لحالات الطلاق فهو بين 19 سنة إلى غاية 45 سنة و معظم الحالات كانت لأزواج شباب ليس لهم خبرة في الزواج.
فتيات لا هم لهن من الزواج سوى المال
تقربت جريدتنا من بعض حالات الطلاق في دائرة العلمة و التي حاولنا من خلالها نقل بعض الحقيقة للقارئ الكريم، و أول من فتح لنا قلبه كان "عبد العالي" من حي "دوار السوق" العريق ببلدية العلمة و الذي سرد لنا حكاية زواجه و طلاقه بحزن عميق حتى أننا قطعنا حديثنا معه في الكثير من الأحيان نتيجة ذرفه للدموع و هنا تمثلنا بالمثل الذي يقول "عندما يبكي الرجل فاعلم انه خسر كل شيء" و هو ما أكد عليه "عبد العالي" الذي اقسم انه لن يكرر حكاية الزواج مرة أخرى خاصة و انه تزوج بفتاة أحلامه كما يقول و التي عرفها لمدة جاوزت العامين و تطلق منها في مدة 3 أشهر كانت بالنسبة له كالجحيم، حيث أكد أن هم زوجته كان المال و حب التنزه و التبضع لا غير و هو الأمر الذي لم يستطع أن يوفره لها لأكثر من شهر و عند مصارحته لها بالحقيقة قالت له أرجعني إلى بيت أهلي فانا تزوجت بشخص من العلمة يعني انه غني و أريد أن أعيش حياة الغنى لا الفقر و هو الأمر الذي جعل من حياتهم مع بعض شبه مستحيلة و انتهي بالطلاق.
الكنة و الانترنت و المطبخ و المسلسلات احد أسباب موضة الطلاق
شهدت مدينة العلمة مؤخرا ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الطلاق حتى أصبح حديث العام و الخاص فلا يكاد ينتهي حفل زفاف حتى تسمع عن طلاق، و هو ما جعل من مواطني مدينة العلمة يتعجبون من هذه الموضة الجديدة فرحنا نبحث عن أسباب "ابغض الحلال عند الله" و نبشنا بعض القصص و الحكايات التي استنتجنا من خلالها أن معظم حالات الطلاق كانت ناجمة عن عدم اتفاق "الكنة" و العروسة و هذا السبب كان منذ الأزل و لا زال لكن العجب العجاب أن تصبح التكنولوجيا احد أسباب الطلاق و خاصة وسائط التواصل الاجتماعي مثل "الفايسبوك" و "التويتر" و الأفلام و المسلسلات التركية التي أصبحت تخرب عش الزوجية ناهيك عن عدم تملك فتيات هذا العصر لفنيات المطبخ التقليدي و هو ما دفع بالكثير من الزيجات لنقطة النهاية.
الشيخ عبد الرحيم بحري" الزواج رباط مقدس فاتقوا الله أيها الشباب"
في اتصال هاتفي مع سماحة الشيخ "عبد الرحيم .ه" أستاذ في أصول الفقه و الشريعة من مدينة العلمة و معيد بجامعة موسكو بروسيا فقد أكد لنا أن الإسلام بعيد كل البعد عن الأفعال التي تنجم عن متزوجي هذا العصر و لقد ارجع الشيخ السبب الأول للطلاق إلى التشبع بالثقافة الغربية و الابتعاد عن قيم الزواج في الإسلام الذي سماه رب العالمين "مودة ورحمة" بل أصبح في عصرنا هذا مجرد مصالح و شهوات دنيوية لا أكثر و لا اقل و من هنا نتج عنه هذه الزيجات الفاسدة و حالات الطلاق الكثيرة التي تشوه من صورة الإسلام و تخرب البيوت و يكون الطفل دائما هو الضحية كما إن الطلاق يخلق العداوة بين الأصهار و العائلات، و في الختام أراد الشيخ أن يوجه نداء من خلال هذا المنبر الإعلامي فقال "الزواج رباط مقدس فاتقوا الله أيها الشباب"