abdelouahed
عدد المساهمات : 778 تاريخ التسجيل : 26/04/2014 العمر : 58 الموقع : ولاية بشار
| موضوع: أيام استقبال النتائج الأحد يونيو 15 2014, 14:23 | |
| الظرف الراهن يتميز بقطف الثمار اليانعة، وحصاد الزروع الناضجة، وجني ما تفضي إليه الأعمال المنظمة على اختلاف ألوانها وتباين وسائلها وأهدافها القريبة والبعيدة ومنها التعليم والتدريس.
فهذه الأيام، التي نمر بها أو تمر بنا، تعتبر أياما لاستقبال النتائج التي تحصد من الأعمال طيلة السنة، أو طيلة عدد من السنين وأول هذه النتائج، النجاح أو الإخفاق في ميدان التعليم والتدريس، فالامتحانات التي تجري ستسفر عما يناسب الجهد المبذول والعناية المرافقة والحرص الشديد. وقد رأينا بعض الأولياء يجتهدون في رعاية أبنائهم، ومراقبة أعمالهم ومن حسن الحظ فهم كثيرون وهؤلاء يقطفون ثمار تلك المراقبة بالفوز والنجاح أو الانتقال إلى المراحل الموالية، بينما بعض الأولياء المهم عندهم أن يذهب أبناؤهم إلى المدرسة، فلا يسألون عنهم إلا عند انتهاء السنة ومجيء النتائج السلبية المبشرة بالإخفاق، وعندئذ فقط تظهر العناية وينصب الغضب والشتم على المؤسسة، وعلى أهل التعليم والتدريس.
وهذه الطائفة من الأولياء، تميل إلى السب والذم لغيرها لتخفي عجزها عن تحمل مسؤولية متابعة ومراقبة أعمال أبنائها في خطوات التعليم، وعن إهمالها للسؤال عنهم في الوقت المتسع للتدارك والإصلاح، والمساهمة في إبعاد المشكلات التي تنجر من الإهمال والتغافل في شؤون التعليم والتدريس، فيأتي شبان يكرهون العمل، ويرفضون الانضباط، ويتعالون عن التكوين في الحرف، ويتكبرون عن التثقف. وهذا الموقف السلبي يعرض المجتمع إلى متاعب جمة ترهقه وتعطله عن ملاحقة التقدم بسرعة وانتظام.
إن العملية التعليمية والتدريسية والزراعية والإنمائية أيضا تحتاج إلى العناية الدائمة حتى تنتهي إلى غايتها المنشودة مسبقا.
فلابد لعملية البذر والغرس في أي حقل وميدان من المحافظة والمراقبة، وبذلك تأتي النتائج مطابقة للأمل المنتظر منها، وكل زرع، أو غرس يستولي عليه الإهمال يكون عرضة للجوائح والفناء البطيء أو السريع، وعندئذ ينبعث الأسف الذي لا ينفع..وتنقضي أيام استقبال النتائج بسرعة.
ولهذا الموقف البناء، تجب الرعاية لأعمال الأبناء حتى تضمن تحقيق الأهداف المنشودة منها، فغياب هذه الرعاية المطلوبة ينتهي إلى خيبة وفراغ لا جدوى منه. وما أكثر الخسائر التي تنجر من التهاون وسوء تقدير الأشياء. إن موازنة الفوائد لا تصح بين أولياء يتبعون أعمال أبنائهم التكوينية بالمراقبة والتوجيه من حيث الإقبال على التعلم والدرس والمراجعة المستمرة، وحفظ ما يستحق الحفظ، وبين أولياء لا يعلمون شيئا قليلا أو كثيرا عن أعمال أبنائهم الدراسية، وحينما تظهر النتائج في الأخير يأتون في غضب ونرفزة، ولا يترددون في الشتم والإذاية، وهناك أولياء يساهمون في دفع أبنائهم إلى احتقار التعلم والتكوين، على أساس أن الحيلة والمغامرة في هذه الدنيا هما الحقيقة التي يجب البحث عنها والسعي إليها بكل قوة وإرادة.
ومن حسن الحظ أن هذه الطائفة قليلة العدد، ضئيلة الانتشار في المجتمع، ولو كان هؤلاء المفرطون إزاء حقوق أبنائهم عليهم، وإزاء مصلحة الأمة، يدركون أوجه الحق والصواب في المسألة، لما غضبوا ولما تعجبوا وسألوا عندما تأتي نتائج أعمال أبنائهم الدراسية سلبية لأنها تناسب درجة التفريط من الأولياء، وكان على هؤلاء أن يفهموا بأن النتائج في كل أمر وشأن تتلاءم مع الجهد المبذول في سبيلها...وهذه حقيقة واضحة للعيان، وينبغي أن يدركها الذين قد يتخلون عن واجباتهم تجاه أبنائهم، إما عن غفلة وإما عن جهل وتفريط، وفي الحالتين لا يحق لهم أن يسندوا أخطاءهم إلى غيرهم من باب التبرير والتخفيف من عقاب الضمير، والملاحظ أن موقف إسناد الأخطاء والتقصير والفضائح إلى الآخرين سائد في واقعنا بشكل واسع، فالمخطئ عندنا يختفي دائما من وراء الآخرين أو في ظلالهم الوارفة.
بينما من الواجب الديني والأخلاقي والاجتماعي يقتضي أن يتحمل المخطئ وزر النتيجة لخطئه عن اقتناع وتبصر، وفي ديننا الإسلامي الحنيف بيان لتحمل هذه المسؤولية، فهناك آيات قرآنية وأحاديث نبوية ترشد إلى هذا المعنى العميق.. وهي الطريق المؤدية إلى الصواب في الرأي والسلوك المستقيم، ومنها أن يتحمل الأولياء نتائج أعمال أبنائهم، كيفما تكن لأنها تأتي مطابقة لما أنفقوا فيها من جهود الرعاية والمراقبة منذ بداية السنة إلى نهايتها، وعلينا جميعا أن نحدد أمكنة المسؤولية ونجتهد في القيام بها على الوجه الحسن أو الأحسن إن استطعنا.
منقول
|
|
| |
|