ما المستفز في الامر؟؟

عام: 2007

دخل فارسنا قاعة الإحتفالات...بخطوات هادئة... بأنفة وشموخ مبالغ فيهما صعد المنصة.
جذب فارسنا الكرسي بأطراف أصابعه جانبا، وكأن نفسه تعف عن الجلوس على مثل
هذه الكراسي التي يجلس عليها البسطاء من الناس...رفع رأسه بتثافل كبير
ليتفحص تلك الوجوه الكالحة التي خط عليها الزمن كل عبارات البؤس والجهل
والحرمان.
أشار فارسنا بيده إلى أحد الحاضرين ليأتي له بمكبر الصوت حتى يلقي على
مسامع المدعووين نغمته المعتادة التي طرب لها الناس زمنا ثم ملوا تكرارها،
لولا الأمل الذي ما يزال قابعا في نفوسهم ...والتصق بجدار القلب فلا يفارقه
مخافة الإستسلام للموت.
على هذه الصورة تناول فارسنا المكبر وتمتم ببضع كلمات وإنك لا تكاد تلقي
بالا للكلمة الأولى حتئ تدركك الثانية وفي كلا الحالين لا تكاد تفقه شيئا.
ثم إن فارسنا لشدة حماسه المفرط نسي ان يلقي التحية على الحاضرين...أو يجود عليهم ولو بابتسامة تخفي تقززه منهم.
وإذا ما أنصفنا الرجل فإن له كل الحق في أن يمقتهم... ما بال هؤلاء القوم
لا بققهون حديثا...ما بالهم وهذا الجمود والركون الذي يفتت الصخر
ثم إنك لتراهم يصفقون لفارسنا كل خمس إلى عشر دقائق، لعلهم يجدون في التصفيق ما يطرب نفوسهم ويرثي حالهم.
وإذا ما عدلنا إلى تلك الجموع فإنه لا يحق لنا لا اللوم ولا العتاب
...فمعظمهم من العامة الذين ترعرعوا على حب العادات والتقاليدومقت كل
جديد...نشأوا على الطاعة والإنصياع لاولي الأمر...فهم من يسطرون حياتهم
ويقررون مصائرهم ...هم من يسنون القوانين وهم أولى الناس بنقضها...هم من
نصبوا أنفسهم خلفاء لله على الأرض.
ُثم إنك لترى من بين أولئك الناس من هو على مستوى من العلم قد درج على ما
درجوا عليه واستسلمت نفسه للعجز والابتذال، فليس بمقدوره أن يمحو ما خطه
الزمن في عقولهم ولا ان يغير ما لا يستطيع تغييره في نفسه.
ثم إن فارسنا قد خلط الحابل بالنابل بكلمات فخمة منمقة وكأنها كتاب منزل من
السماء لم يوحى إلا لفارسهم ولن يصدقه غيرهم.كلام عن الحقوق والواجبات
...حقوق لمن لا حق لهم...حقوق لم يعرفوا عنها غير حقهم في الحياة وهو حق لا
سلطة لهم فيه عليهم...حق شرعه الله سبحانه وتعالى على كل كائن على وجه
البسيطة.
أنهى فارسنا خطابه الذي طال بطول الأيام والسنين... خطابه الذي كان مسكنا لجراح ستندمل بمجرد زوال تأثيره...وطبعا تحت التصفيق.
وهكذا تنازل فارسنا عن المكبر لتتناوله يد أخرى اعتادت ان تختم مثل هذه
الخطابات لتنوه بمزايا الرجل ونظالاته قائلة: لم يعد هناك ما نلقب به هذا
الرجل المعطاء...هذا الرجل الصادق بغير الفارس الذي طالما كان بجانبنا في
الأيام الصعبة... هذا الفارس الذي سار بايدينا إلى بر الامان.
فما المستفز في الأمر؟!

عدد المساهمات : 273 تاريخ التسجيل : 15/12/2010

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المستفز في الأمر.......أمور كثيرة:التكبر.....الغرور.....النفاق لدى الحاضرين هذا ما استطعت استنتاجه لأنني أحتاج إلى قراءة هذا الموضوع عدة مرات لأكتشف مابين سطوره...شكرا على الطرح المفيد....

قراءتك للموضوع رائعة...وفي محلها...بارك الله فيك عزيزتييييييييي على التفاعل...

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

» احوال بناء فعل الامر
» كيفية التعامل مع ولي الامر صعب المراس