تقويم المنهج: Curriculum Evaluation
هو مجموعة عمليات ينفذها أشخاص متخصصون يجمعون فيها البيانات التي تمكنهم من تقرير ما إذا كانوا سيقبلون المنهاج أو يغيرونه أو يعدلونه أو يطورونه، بناء على مدى تحقيقه لأهدافه التي رسمت له.
وقد يستنتج الباحث بأن التقويم هو عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالمنهج أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك.
وقد يعرّف على أنه:
مجموعة الإجراءات والأساليب المستخدمة لتعرف مدى صلاحية المنهج بكافة مكوناته وأبعاده: أهدافه، ومحتواه، وأنشطته، ومصادر تعلمه، وأساليب تقويمية، ومدى تحقيقه للأهداف المتوخاة منه.
وقد ذهب الكسباني إلى أن التعريف الإجرائي للتقويم بأنه: عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات أو معلومات عن ظاهرة أو موقف أو سلوك ، بقصد استخدامها في إصدار حكم أو قرار.
المفهوم الذي أتبناه عن التقويم في مجال المناهج فهو" عملية جمع بيانات أو معلومات عن بعض جوانب المنهج ، أو بعض نتاجاته التعلمية ثم تبويب هذه البيانات ومعالجتها بأساليب إحصائية أو وصفية، لاتخاذ قرار بشأن تطوير المنهج أوتعديله أو تغييره أو إبقاءه على حالته.
التطوّر التاريخي لتقييم المناهج:
تاريخياً مرّ تقويم المناهج بمجموعة مراحل:
• كانت أول المحاولات عام 1845م في مدارس مدينة بوسطن الأمريكية.
• تبعتها اختبارات هوريس مان ثم اختبارات جوزيف رايس.
• مع بداية الثلاثينات 1930م بدأت أول ممارسة حقيقية لتقييم المناهج إذ بدأ تأثير رالف تيلر يظهر في مجالي المناهج والتقييم على حد سواء.
• عام 1957م شهدت الحركة المنهجية تطوّرا ملحوظاً ، نتيجة التفوق الروسي المفاجيء .
• بدأت تنبت البراعم الحقيقية لتقييم المناهج عام 1965م كعلم وحقل مميزين من خلال كتابات :سكرفن، ستلفبيم، ستيك، كوك.
• في عام 1973م استقل تقييم المنهج عن مفاهيم الاختبارات والبحث والقياس، ليصبح علما متخصصاً كبقية العلوم التربوية.
أهداف تقويم المنهج:
1- تحسين المنهج خلال مراحل صناعته المتنوعة كالتخطيط والتطوير والتنفيذ.
2- تحديد قيمة وفعالية المنهج المراد تقييمه ، في إحداث تعلم التلاميذ من خلال التعرف على دوره في تحصيلهم، ويكون ذلك بتقييم الإنتاجية (أي التقييم الكلي).
3- اتخاذ قرارات بشأن تبني المنهج أو(استمراره) أو تعديله أو حذفه.
4- كشف فعالية المنهج في تعلم التلاميذ ونموهم.
5- تأهيل المدارس لاستيعاب المنهج ورعاية تنفيذه .
6- توجيه المعلمين مباشرة لتعلّم ماسيتم تقييمه.
مشاكل تقويم المنهج في العالم العربي:
- الافتقار لنظريّة واضحة في تقييم المناهج .
- الافتقار للمعلومات والبيانات الحاسمة التي تتدخل بشكل مباشر في تقييم المناهج.
- الافتقار إلى الأدوات والطرق النظامية الإجرائية المتخصصة في تقييم المنهج المستهدف.
- عدم توفر الطرق والوسائل العلمية المتخصصة والكافية لتنظيم المنهج ومعالجة وتقرير المعلومات التي يجمعها.
- يفتقد تقييم المناهج عملياً للمختصين المؤهلين بأعداد كافية.
- فساد ومحسوبية الجهات المعنية بتقييم المناهج.
- يعبر عدم التطبيق لنتائج التقييم من اكبر المشاكل التي تواجه المختصين، فلا يتم تحسين المنهج أو إلغائه أو إدخال تعديلات محددة عليه.
أهم مبادئ تقويم المناهج:
- يجب أن يرتبط التقويم بالأهداف .
- يجب أن يكون التقويم مستمراً وغير محدد بفترة زمنية معينة .
- يجب أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية مثل طريقة التدريس والمقررات الدراسية والإمكانيات المادية بالمدرسة والتلميذ والأهداف .
- يجب أن يكون التقويم متنوعاً ومتعدداً في الوسائل والأدوات لكي يواجه تعدد وتنوع الجوانب المراد تقويمها
- يجب أن يكون التقويم علمياً ولتحقيق ذلك لابد من توافر شروط معينة مثل( الصدق-الثبات-الموضوعية)
- يجب أن يكون التقويم اقتصادياً .
- يجب أن يتم التقويم بطريقة تعاونية فيشارك فيه الطالب والمدرس وإدارة المدرسة وأولياء الأمور باعتبارهم قوى مؤثرة في عملية التعليم .