[rtl]رفع الإسلام من مقام المرأة في بلاد العرب وقضى على عادة وأد البنات وسوى بين الرجل والمرأة في الإجراءات القضائية والاستقلال المالي، وجعل من حقها أن تشتغل بكل عمل حلال، وأن تحتفظ بما لها ومكاسبها، وأن ترث وتتصرف في مالها كما تشاء، وقضى على ما اعتاده العرب في الجاهلية من انتقال النساء من الآباء إلى الأبناء فيما ينتقل لهم من متاع، وجعل نصيب الأنثى في الميراث نصف نصيب الذكر، ومنع زواجهن بغير إرادتهن. [/rtl]
[rtl]ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يساعد زوجاته في أعمال المنزل، وذلك في وقت فراغه، فتقول السيدة عائشة رضى الله عنها «كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة»، حيث تعني بقولها «مهنة أهله» أي خدمة أهله أي كان يقضي وقت فراغه مشتغلا بخدمة أهله، فهو يخدم نفسه ويخدم أهله فيرقع ثوبه ويغسله ويصلح نعله ويعجن خبزه ويحلب شانه، إلى غير ذلك من الأعمال والخدمات التي كان يفعلها عن طيب خاطر لنفسه ولأهله، دون ترفع عن شيء منها مادام في فعلها الراحة والهناء لأهل بيته.[/rtl]
[rtl]لقد كان عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة لأمته، والنموذج البشري الكامل قال جلّ ذكره: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، والحديث عن هديه عليه الصلاة والسلام مع النساء حديث طويل متشعب ولا غرو فقد أوضح لأمته: (أنهن شقائق الرجال)، ولعلي أقصر حديثي عن هديه الشريف مع نسائه، أو بعبارة أخرى: كيف تعامل عليه الصلاة والسلام مع نسائه؟ [/rtl]
[rtl]كانت زوجات النبي في طليعة النساء تفهماً لآيات الله وتعرفاً على حقوقهن، فقد اجترْن على رسول الله بالمناقشة والمحاورة حول ما يردن فهمه أو ما يردن طلبه، وكان النبي صلوات الله وتسليمه عليه يفسح صدره لسماعهن بحلم عظيم وصبر جميل فلا يظهر لهن تبرما أو تجهما، ولذلك كانت جرأة النساء على الرجال ومناقشة النساء للأزواج حقا شرعيا ثابتا بدليل من السنة المطهرة، وهو إقرار النبي صلى الله عليه وسلم- متمثلا في تبسمه من كلام عمر عندما سمع بمراجعه ابنته حفصة الرسول صلى الله عليه وسلم ومناقشتها إياه فدخل عليه، وقال «يا رسول الله لقد رأيتنا وكان معشر قريش تغلب النساء فإذا بنا وقد قدمنا إلى المدينة فو تغلبهم نساءهم، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي هذا الموقف إنصاف من النبي للمرأة.[/rtl]
[rtl]طبق النبي الكريم في بيته أسلوب التناقش والتشاور مع أهله على أساس من التقدير والإحترام لما يتكلمن به ويبد فيه من آراء دون تردد ولا تحرج، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما حدث في زمان صلح الحديبية، حيث كانت مشورة أم سلمة نعم المشورة وكان رأيها نعم الرأي الذي أخرجه من ضيقه وأنقذ الصحابة من شر المخالفة، ولذلك يجب على كل رجل أن يقتضي بالرسول - صلى الله عليه وسلم ـ ويقوم بمشاورة زوجته وأخذ رأيها إذا كان صوابا، كما كفل الإسلام أيضا للمرأة حق المشاورة في أمر زواجها وأبى الإسلام أن تجبر امرأة على الزواج ممن لا تريد زواجه.[/rtl]