اعلم أن الجنين ولد الإنسان مادام في الرحم. سميّ جنيناً لاجتنانه أي ستره في بطن أمه
ومن هذا المعنى نجد تشابه كلمات أخرى في لغتنا تحمل معنى متقاربا وهي ك :
" مجنون " لاستتار عقله
و " جِنُّ ُ " سميت الجنُّ جنًّا لاستتارهم عن أعيننا . وسمي مايلبس في الرأس عند الحرب " مِجَنُ ُ " لأنه يستر الرأس .
وسميت الجنة وهي الروضة "جنة " لاستتار أرضها بظل شجرها .
وجمع الجنين أجنّة قال تعالى { وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم }
فإذا خرج الجنين قيل له منفوس .. فإذا خرج رأسه أولاً فإسمه الوجيه
فإذا مرّ له من ولادته أسبوع قيل له " صديغ " ويسمى مادام رضيعاً " بابوسًا "
كما في القاموس . ثمّ طفلاً حتى يميز ويسمى أيضًا غُلامًا ، وحَدَثاً ، وشارخًا
وصنبورًا ، وصبيًا ، وحزَوَّراً ، وعَوهبًا ، ودبدابًا ، ودحداحًا ، وناشئًا
والطفلُ يكون للمفرد والجمع والمذكر والمؤنث.
وتجوز المطابقة فيقال طفل وأطفال وطفلة .. ويقال لأم الطفل " مُظقِل "و " نفساء "
ولايزال يقال للطفل غلام إلى أن يبلغ ، ويقال للأنثى غلامة
ويجمع الغلام في القلة على غِلمة وفي الكثرة على غلمان .
ولا يزال الصبي حَزَوّراً وصنبوراً وحدثاً وعوهباً وشارخاً ودبداباً ودحداحاً وطفلاً
حتى يشب ويخدم فإذا بلغ ذلك قيل له يافع .
فإذا قارب اليافع البلوغ قيل له مراهق من راهق الغلام إذا قارب الإحتلام
ويقال للجارية إذا قاربت البلوغ عاتق كما نقله النووي في شرح مسلم .
وقال غيره العاتق هي البالغة حتى تعنس وهو طول مكثها في بيت أهلها بعد البلوغ بلا زواج .
وإذا احتلم المراهق قيل له بالغ ومحتلم ورجل وشاب .. فإذا طرَّ شاربه قيل له الطارُّ والطّرير ، فإذا حان وقت زواجه ولم يتزوج فهو العانس . ومابين خمس عشرة إلى خمس وعشرين " قُمُدٌ " ثمّ منها إلى الثلاثين " عنطنط " ويوصف بالشباب والفتوة إلى بلوغ الثلاثين فإذا بلغها فهو " صُمُلٌّ " ولا يزالُ صملاً حتى يبلغ الأربعين فإذا بلغها فهو " كهل " ولا يزالُ كهلاً حتى يبلغ الخمسين فإذا بلغها فهو " شيخٌ " ولا يزالُ شيخاً حتى يبلغ الثمانين فإذا بلغها هو " الهِمُّ " و " الهرِم " فإذا قصرت خطاه في المشي فهو
" الدالف " وإن صار يخبط في حديثه فهو " الخَرِفُ "
ثم يخرج من الدنيا كما خرج من بطن أمه مصاحباً لما أسلفه من العمل الجالب لسروره
أو غمه فاتحاً كفه التي كان قابضها عند الولادة إشارة إلى أنه لم يأخذ من الدنيا شيئاً
مما جمعه فيها واستفاده.
والحمد لله رب العالمين.
-مستجمع -