أيها المعلم/ يا
من رزقك الله العلم، وبصرك بأشياء تغيب عن كثير من الناس، وأطلعك على معارف لا
يحيط بها كثير من العباد، اتق الله تعالى، وكن في المستوى المطلوب منك، فاحمد الله
تعالى أَوَّلاً واشكره على نعمة العلم، وتوفر المعلومات، وعلى إعطاءه لك الشجاعة
والطريقة الصحيحة لتعليم الناس. ثُمَّ كُن متواضعاً
واجتنب العُجْبَ والكبرياء، فإنهما صفتان مذمومتان لا يحبهما الله تعالى، ولا
يحبهما الناس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله أوحى إِلَيَّ أن
تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد ". رواه مسلم. وقال
صلى الله عليه وسلم: " من تواضع لله رفعه " رواه مسلم. كن شفيقاً على
المتعلمين رحيماً بهم، فانظر إليهم كأنهم أولادك، كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم: " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعَلِّمُكم " رواه أحمد (7368)،
وأبو داود (8) وهو حديث حسن.
كن قدوةً حسنة للتلاميذ في أقوالك وأعمالك
حتى يتعلموا منك الخير والعمل به، ويحذروا الشر والوقوع فيه، ولك على ذلك الأجور
الكثيرة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من سَن في الإسلام سنة حسنة
فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام
سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
" رواه مسلم (1017).
أيها المعلم خاطب المتعلم على قدر
فهمه وعقله، وابذل جهدك في تثقيفه وتعليمه بالطرق النافعة والأساليب الناجحة،
حَبِّبْ إليهم العلوم النافعة، وإياك أن تُقَبِّح لهم العلوم الأخرى التي ليست من
تخصصك، فليس من اللائق أن يقول مُعَلِّم الرياضيات للتلميذ-مثلاً- أنا لا يهمني أن
تَرْفع الفاعل وتنصب المفعول به، بل المهم عندي أن تَحُلَ المسألة الحسابية على
صواب ! أَيُّها المعلم، كن متعاوناً مع الوالدين، ومع المجتمع على عملية التربية على
الدين الإسلامي، وعلى الأخلاق الفاضلة، وهذا واجب على كل مسلم، كما قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى
الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) [يوسف.108]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بلغوا عَنِّي ولو آية " رواه البخاري.
احذر أن تزجر المتعلم عن خطأ صدر منه
بفضحه، بل افعل مثل النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يقول: " ما بال أقوام
فعلوا كذا وكذا " رواه البخاري.