منذ سنوات خلت وقناتنا الجزائرية على غرار القنوات العربية لا تجذب إليها المشاهدين لانه بكل بساطة مملة وليس فيها ما يجعلنا نقبل على مشاهدتها لكن رغم ذلك فإننا نفخر بها من جانب واحد وهوانها قناة مهذبة وغير مخلة بالحياء.
أما الآن وقد تعددت القنوات الجزائرية وخاصة خلال هذا الشهر الكريم وأصبحت لنا باقة كما يقال إلا أننا مازلنا نعاني من ضعف كبير في اللغة ناهيك عن الأخلاق البشعة والنرفزة والتوتر الذي يعتري الجميع فيها.
لانه في المسلسلات العربية نرى الابن وإن كان على غير الطريق المستقيم إلا انه أمام والديه يصمت بل يطاطؤرأسه خجلا وإن كان ولابد فإنه يغادر دون ان يجرح والديه
بينما في مسلسلاتنا الجزائرية فإن مشهد الابناء يكاد يزعزع بل يهد أركان السماء فإذ بك تجده يصرخ على إخوته وكذا والدته او والده ناهيك عن رفع يديه والكلام البذيء
ماذا نعتبر هذا ...هل هو تشخيص للواقع أم ثقافة درجنا عليها ولا نستطيع تغييرها وكذا ملاحظة أخرى اللغة العربية التي لم يبقى منها سوى حروف مبعثرة بين جنبات اللغة الفرنسية التي تحتل الرتبة الأولى في الحوار.
وفي اأخير لا أعتبر هذا نقدا للانتقاص بقدرما هو نقد للتوجيه وتصحيح بعض القيم والمفاهيم
لماذا نصر على التقليد دون وعي أو تمحيص أو جعله يتماشى مع مبادئنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا
لماذا هذه الرجعية في التفكير والسلوك ونعتقد جازمين أنه التحر والعولمة
لماذا في كل مرة نحاول فيها الخروج من بوتقة الروتين الا وتجدنا نعود للوراء
لماذا هذا الاستهتار باللغة العربية حتى تكاد تظن انه طفل صغير بالكاد يتقن لغته
لماذا ؟ولماذا؟ ولماذا؟
كفانا تبعية وتقليد اعمى
كفانا استهتارا بالقيم
إنا في الحقيقة نعاني نقصا بل عقدة اتجاه لغتنا العربية حتى نكسرها هذا التكسير ونفخر بلغة أقل ما يقال عنها أنها أجنبة دخيلة
هل سمعنا اجنبيا والأحرى فرنسيا يتكلة بالعربية؟أو مسؤولا يخاطب شعبه بالعربية
أين الهوية التي يبجحون بها
أين الانتماء الذي يكرسون له كما يزعمون لانشاء جيل ذو شخصية قوية مستقلة
اليابان رغم التقدم الهائل إلا انهم ما يزالون ياكلون الارز بالعيدان ويلبسون ملابسهم التقليدية حتى في المجتمعات والمؤتمرات والمهرجانات ولاحتفالات بل ويعرفون بعاداتهم ويفتخرون بها
لمذا؟ ولماذا؟